دردشة على الماشي نبحر من خلالها في ذكريات خالدة من مسيرة حياة رجلا رياضيا ومدرباً ومعالج طبيعي من جيل العمالقة والزمن الرياضي الجميل, لاعب نادي شعب حضرموت السابق الكابتن محفوظ عمر باميلوح الملقب ( حطبة ) في مستهل دردشتنا القصيرة معه حين التقيته بمعية الصديق الكابتن/ سالمين بن عبدات في مكتبه في الطابق الأسفل بمكتب وزارة التربية والتعليم ساحل حضرموت حيث يعمل هناك ضابط دوام, منذ الوهلة الأولى رأيته بشوشاً مرحاَ ضاحكاً مع الموظفين, وبعد القا التحية عليه رحب بنا وانتظرته دقائق لحين الانتهاء من مهمة التحضير, بعدها أخذنا الى أحد المكاتب في الطابق الأعلى حيث أجريت معه هذه الدردشة .. احتسينا فنجانا من الشاي وبدأ الكابتن " حطبة " بالنبش في الذاكرة حينها اخرجت مسجلي وهمزة زر التسجيل "
" بداية المشوار " يقول الكابتن محفوظ أو " حطبة " " بداية المشوار الكروي كأي لاعب في الحارة والمدرسة والفرق الشعبية( شباب أكتوبر بالديس) وفي منتصف السبعينيات التحقت بالفريق الأول لنادي شعب حضرموت وأول مباراة لعبتها كانت في ملعب بن سلمان جمعت الشعب وسمعون وكنت حينها من اللاعبين الصغار الذي تم استقطابهم الى الفريق الأول , حيث كنت في دكة الاحتياط , وأتيحت لي الفرصة للعب أثناء إصابة اللاعب محروس فنزلت بديلا عنه في الشوط الثاني, ومن حينها لعبت أساسي في الفريق الى ان أصبت في الركبة في احدى المباريات في الدوري المشترك في ملعب بارادم , من خالد عفاره عام 84م وواصلت اللعب على خفيف الى أن انقطعت في التسعينيات" " فريق الصباح " يواصل الكابتن "حطبة" حديثه بالقول : " رغم ابتعادي عن اللعب رسمياً إلا أننا لازلت العب مع "فريق الصباح" الذي يضم اللاعبين القدامى بقيادة الكابتن ( حسين غزي ) وفريق الرياضة للجميع رياضة الزمن الجميل حيث نمارس الرياضة صباح كل يوم سبت على ملعب بارادم للمحافظة على الصحة. " لقب حطبة " يقول " حطبة " :" كنت العب مع فريق الشرق من الحرشيات وكانت حينها الألقاب للاعبين منتشرة تيمناً بلاعبين قداما , فأطلق علي لقب "حطبة" خلافاً لذلك لأننا كنت أحتطب بالفأس في الجبل, ولا علاقة بلقب "حطبة" لاعب كوكب الشحر ( سمعون ) ويضيف: " لقب حطبة سيطر على لقبي الأصلي " ابوعمر" " مهمة التدريب والتحكيم " يواصل حديثه : " دربت شباب أكتوبر ودربت فرق شعبية وابرزت لاعبين ونجوم ومن بينهم رئيس النادي عامر بن مرضاح , ودربت الفئات العمرية في زمن اللاعبين "آل عليي" و"آل معنوز" وكان لي الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في ظهور اللاعبين صالح بن ربيعة وخالد بن بريك وعلي العمقي ويضيف : " الى جانب التدريب دخلت مجال التحكيم في الثمانينيات ووصلت الى الدرجة الثانية وأدرت مباريات في المكلاوالشحر والغيل وأيضاً لفرق شعبية ومنها بمدينة سيؤون خلال زيارتي في إحدى المرات لها " " نسيان " وعن مهرجان تكريم الكابتن بن ربيعة يقول : " بن ربيعة نجم كبير ويستحق التكريم وأكثر من ذلك , إلا أنني زعلان عليه لا نه لم يوجه لي الدعوة للمشاركة كونني لاعب سابق في الفريق وأكبر سنا ولازلت أمارس الرياضة, ويجب ان اكون اول المدعوين من باب الوفاء ورد الجميل لهذا اللاعب والنادي الذي صنعنا تاريخه وامجاده, فكانت مشاركتي واجبه لكي امتع الجمهور لا من أجل الحضور في المنصة وأطرح رجل فوق رجل , ويواصل : " بن ربيعة نساني ! وهل أنتسئ ؟ او ينتسي حصن الغويزي ؟ لماذا نساني محطم سور الصين وأنا من عالجت ركبته وبعدها سجل هدف في الصين ! " معالج طبيعي " يقول الكابتن " حطبة " اتجهت للعلاج الطبيعي بعد ان اكتسبت خبرة من أحد المعالجين عندما عالج والدتي والآن أعالج طبيعي ( تدليك وحجامه واعشاب) منذ التسعينات وقدمت خدمة للناس والشباب الرياضيين وبن ربيعة عالجته عند إصابته في الركبة وبعدها سافر الى الصين مع المنتخب وسجل هدف " " حب الجمهور " يقول : " كسبت من الكرة والرياضة حب الجمهور وتقديرهم واحترامهم لي يعتبر تكريم وتاج على رأسي , ويضيف : " كنت مارُا بجانب حصن الغويزي المشهور جروا خلفي شباب عند الغويزي ووقفونا وسألوا عن حالي وقالوا الغويزي معلم يتكسر وانت ترفع صورتك محله " كسبت حب الجمهور في كل مكان, في عدن ينادوننا يا "أبوحطبة" لأننا لعبت للجيش أيام التجنيد وضد الشعب في ملعب بارادم في الدوري التصنيفي والجيش متصدر الدوري حينها كان الجمهور يطلق صيحات استهجان و يقولون " تربي كلب يعقرك" " حد يحذف أبوه" ولكننا تعامست واعتبرت ان الرياضة فن وأخلاق وهذا حالها" " تهميش " يقول الكابتن محفوظ أو " حطبة " : عملت المستحيل من أجل النادي وحضرموت رياضياَ ومعالجاً وقدمت كل ما بوسعي , أحببت النادي وقدمنا للجمهور ووظفنا ولكن ما عمل لي مباراة تكريمية , المفروض يعمل لي مباراة تكريمية وفاء بماقدمته لرياضة حضرموت في كل الالعاب, كرمت في كأس حضرموت من المحافظ " البحسني " وهذه لفتة كريمة منه وجزاء الله كل من ساهم وسعى في ذلك , ولكن عانيت تهميش حيث أجريت لي عملية حصوة في المرارة ولم يزورني أحد لا نادي ولا اتحاد كرة ولاشباب ورياضة, في الوقت زاروا لاعبين آخرين قدامى وشباب ولكن أقول سامحهم الله وأكيد سيأتي يوم ويلتفتوا الي ويكرمون بمهرجان اعتزال " لا ان يأكلونك لحم ويرموك عظم " ويجب تكريم الشخص وهو على قيد الحياة ليرى الوفاء والحب بعينه لا ان بعد مماته" وهنا أود ان اوجه رسالة شكر وتقدير لوكيل وزارة التربية والتعليم مدير مكتب التربية ساحل حضرموت الأستاذ جمال عبدون لاهتمامه بي ومساندته لي في إجراء العملية والتكفل بها الى جانب بعض الخيرين من فاعلي الخير" " الرياضة المدرسية " يواصل حديثه : " الرياضة المدرسية لها نصيب من حياتي الرياضية وبحكم عملي في مكتب التربية أساهم في الأنشطة المدرسية مدرباً وإدارياً" " فرصة ذهبية " يقول : " حصلت على فرصة ذهبية للعب مع الكبار أيام كان اللاعبين كلهم يهدفون , الآن لاعب يهدف لو غاب او مسكته ضاع الفريق , لعبت لمنتخب المحافظة في الثمانينيات مع أعز اللاعبين ونجوم كبار أيام الزمن الرياضي الجميل وعصر الكره الذهبي " " رياضة اليوم " وعن رياضة اليوم يقول : " مضى عهد الزمن الرياضي الجميل مضى وولى بنجومه وفنه أما اليوم فالشباب أطلق عليهم حق " كيماوي" مساحيق وحق واتساب وسهر وحلاقات وأكلات خفيفة" ماهناك اهتمام بالبنية ولا الصحة ما حد يأكل تمر وزيت ولخم" فالرياضة لها اساليب وطرق للحفاظ على المستوى وتقديم الأفضل " " خليفته " يقول : " خليفتي في الملاعب ومن سيحافظ على لقبي وأسمي هو ولدي "محمد" الذي يلعب في خط الدفاع مع أهلي الحصن" واتمنى ان لا يخيب ظني فيه " " هدف " يتذكر الكابتن " حطبة " هدفه الجميل الذي سجله في سور الشحر حارس مرمى سمعون الكابتن " عوض بن بكر " ويقول:" هدف أعتز به سجلته من ضربة حرة خارج منطقة الجزاء "
" رسائل " في ختام حديثه بعث من هذا المنبر رسائل عدة فحواها .. " قدمت للمحافظة في الرياضة والعلاج الطبيعي أوفيت للناس ومنتظر الوفاء ورد الجميل. .. اتمنى من نادي الشعب النظر للاعبين القدامى والاهتمام بهم وأشراكهم في أي لجان لتعطى للرياضة وحضرموت الوجه الحقيقي للرياضة . .. يجب تكريم الشخص وهو على قيد الحياة ليرى الوفاء والحب بعينه لا ان بعد مماته. .. الاهتمام بالبراعم والشباب لانهم المعيان الرئيسي للرياضة الذي لا ينضب ولايجف . .. الاهتمام بالرياضة المدرسية . في ختام دردشتنا بقى لنا ان نتعرف على البطاقة الشخصية للكابتن " حطبة " هو محفوظ عمر باميلوح من مواليد 1961م المكلا محافظة حضرموت متزوج واب لخمسة أبناء , يعمل موظف بمكتب وزارة التربية والتعليم ساحل حضرموت ضابط دوام بإدارة الشؤون الإدارية.
