منذُ البلى و المواهب في حديقة السعيدة عادة ما تشكل عبئاً ثقيلاً وذنباً كبيراً لا يغفر له في ميزان التنمية الإنسانية للحقوق القانونية المشروعة للمواطن المغلوب على أمره الذي قضى نحبه حباً وكرامةً و دفاعاً عن هذا الوطن العظيم وصرحه ومستقبله.. فعندما نتأمل كثيراً ونسلط الضوء على الواقع نجد أن هناك آلاف المواهب تحتاج إلى رعاية واهتمام ولكن الأدهى والأمر من ذلك أن حضور مسؤولوا الثقافة والتنمية كغيابهم لم يتغير شيئاً تماما.. لهذا ظل الكثير ينددون ويرددون قائلين : في وطننا لا حياة لمن تنتادي.. فعلى سبيل المثال طالب العلم يجد ويجتهد ويدرس ويتحمل أصعب الظروف وأتعس المواقف ويسعى مثخناً بالقلق والهموم والأوجاع حتى ينهي مشروعه على وجه الدقة ..بعد أن يرتدي قبعة التخرج وينهي حفل وداعه يظل الطالب جالساً على مقاعد الصبر منتظراً ثمرة جهده وتعبه..ييأس من كثرة المكوث وهو ينتظر وظيفته التي ضحى لأجلها بالغالي والنفيس.. فيظطر إلى السفر إلى بلد آخر ليعمل كعامل يومي أو شهري ليس مقيدٌ بعمل خاص فيتحول ذلك الكادر الذي سيخدم وطنه ومجتمعه إلى غريب بلا قيمة ولا منزلة مع مرور الأيام وغياب الحرية ومشاق الغربة والإغتراب وفراق الأهل والأحباب و الديار يبدأ الطالب متكمشاً عن إعادة المجد والحياة لوطنه الذي ظل منهكاً بالصراعات والحروب.. فالبعض يصاب بحالة نفسية والآخر يصاب بالجنون والقليل تظل حياتهم مستمرة ولكن بصورة مختلفة..