دخلت السعودية والامارات الحرب في اليمن تحت مبرر اعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء والوقوف ضد الحوثيين ذراع إيران في اليمن.. هذا موقف معروف للقاصي والداني ومودع في الأممالمتحدة.. ولم نجد بيان أو تصريح للدولتين أو أحد مسؤليهما يحدد موقفهما من قضية الجنوب في استعادة دولته. بل حتى في إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية في إطار دولة الوحدة.. ويكمن الخلاف بينهما تجاه جماعة الإخوان المسلمين فالسعودية ترى أنه ينبغي الاستفادة منهم كقوة فاعلة ولكنها لن تسمح لهم بالسيطرة على الجنوب خشية من معارضة مصر وبعض الدول الكبرى.. بينما الإمارات تعلن موقفها المعادي لهم بكل وضوح. وبهذا فأن موقفهما لا يختلف تجاه الجنوب مثلما هو موقف كل الشماليين سوى كانوا مؤتمريين أو اصلاحين أو حوثيين أو اشتراكين أو ناصرين وحتى غير المتحزبين إن كانوا زيود أو شوافع جميعهم يعتبروا الجنوب فرع عاد إلى الأصل ويبغي أن يكون الفرع خاضع للأصل وسكانه هم مجرد أقزام وعبيد اتوا من أفريقيا والهند وباكستان. والفرق بين موقف الزيود والشوافع أن الزيود مهتمين بالحصول على خيرات الجنوب بينما الشوافع يريدون أن يصبحوا هم سكان الجنوب الاصليون. الجنوبيون دخلوا الحرب مع السعودية والامارات وفقاً لعدة توجهات منها:
▪️التوجه الاول : سعياً منه لانتهاز فرصة الحرب لا ستعادة دولته.. وخشية منه وللسيطرة عليه قامت السعودية والإمارات بتأسيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي .. هذا المجلس الذي يدعي ويوهم شعب الجنوب أنه حليف للسعودية والإمارات مع أن الدولتين لم يعترفا بصورة مباشرة أو غير مباشرة أنه حليف لهما. ولكنهما منحاه الأموال واعطيت له مساحة للتحرك ورفع شعارات تعبر عن رغبات شعب الجنوب بما يخدم مصالحهما وبامكانهما القضاء عليه في الوقت الذي يرغبا في ذلك. بل جعلتاه في اتفاق الرياض يقوم بتجديد اتفاقية 22 مايو 1990م المشؤمة.
▪️التوجه الثاني : هم السلفيون الوهابيون ودخلوا الحرب تنفيذاً لرغبة مرجعيتهم الدينية في السعودية فولائهم مطلق لها وليس للجنوب ولن يترددوا في توجيه سلاحهم إلى صدر شعب الجنوب في حال طلبت السعودية ذلك.
▪️التوجه الثالث : ويمثله عبدربه منصور هادي وزمرته.. وهذه المجموعة دخلت الحرب لاستعادة سلطتها التي انتزعها الحوثيين وترى في نفسها ممثلة الجنوب وصاحبة حكمه سوى كان دولة مستقلة أو ضمن دولة الوحدة. ولن تتردد في ابادة شعب الجنوب كله في سبيل الحفاظ على حكمها ولها سوابق سوداء ومخزية في ذلك.. وقد قامت بترتيب وضعها مع طرفي الحرب _ السعوية وايران.. فهادي يمثلها كحليف للسعودية وعبد العزيز بن حبتور يمثلها كحليف لإيران ومن انتصر منهما فهي ضامنة أنها متحالفه معه.. فهي لن تتردد في التحالف مع الشيطان.
▪️الاتجاه الرابع : هم أعضاء حزب الإصلاح _ الأخوان المسلمين _ دخلوا الحرب تنفيذاً لتعليمات قيادتهم الحزبية في صنعاء لاستعادة حكمها الذي انتزعه الحوثيين فولائهم مطلق لقيادة حزبهم وليس للجنوب كوطن وشعب.
▪️الاتجاه الخامس : يمثله بعض الجنوبيين الذين دخلوا الحرب كمرتزقة للحصول على الريال السعودي والدرهم الإماراتي.. وللحديث بقية إن شاء الله.