يقول لي صديقي: ولكني أخاف يا نسيم من أن ارتبط بامرأة مفرطة الثقة في نفسها، من امرأة تقضي يومها خارج المنزل في سبيل تحقيق حلمها الذي لا اعلم أنا ولا هي عنه شيء، من تلك التي سيتصل بها ليلاً مديرها وأنا بجانبها ليسألها عن عملها الذي لم تنجزه بعد، وليضحكها في نهاية المكالمة كونه يعاملها معاملة الأخ الصديق گ حيلة أصدقاء الجامعة ! لا أريد يا صديق أن اتزوج من امرأة تمتلك هاتف خلوياً منذُ الصغر، او من أخرى لا اعلم أين وكيف عاشت مراهقتها، او من التي سبق وأقسمت لعشيق قبلي بأن طفلها الأول سيحمل اسمه إذا لم يتزوجا ليغدو اسم طفلنا كذلك دون أن اعلم.. صدقني لا أريد امرأة تدعي الثقة لتضحك مع كل رجل تصادفه في طريقها لتنشر في صفحتها صوراً لوجبتها المفضلة وملابسها المفضلة ولونها المفضل وفنانها المفضل وأغنيتها المفضلة وأن تنشر كلاماً غزلياً لرجال رومانسيين لا يمتلكهم هذا الوطن البائس الذي ينتمي إليه أنا؛ اقصد زوجها. لا استطيع تخيل أن تكون لي امرأه تعشق قيادة السيارة، وتحب أن تتحدث مع صديقاتها بأحاديث فارغة لساعات لا أريد يا نسيم امرأه تصلي وحسب أريد امرأه تُجيد ضرب خمرها لا كعبها امرأة تعي فرق الحرية من قلة الأدب تعي تخلف الأشياء من تحضرها يا نسيم، يا نسيم، يا نسيم أريد امرأة حقيقية، حقيقية، حقيقية.