في الحلقة العاشرة من كتاب «كارلا.. حياة سرية» الذي تنشر القبس فصولا منه، تتناول مؤلفته بسمة لاهوري علاقة كارلا بعشاقها السابقين، وكيف كانت لديها القدرة على جمعهم حولها تحت سقف واحد على الرغم من أنها هجرتهم. وتتناول لاهوري أيضا موقف الرئيس الفرنسي من الرجال السابقين في حياة زوجته، وكيف كان يتعامل معهم عندما يلتقون جميعا في احدى المناسبات الاجتماعية. عندما زارت السيدة كارلا بروني ساركوزي الشقة الرائعة البالغة مساحتها سبعمائة متر مربع، والموزعة على طابقين، وشغلها ايف سان لوران حتى وفاته، في بناية في موقع جيد بالقرب من بون مارشيه في الدائرة السابعة، وسعرها لم يكن مرتفعا، بل كان معقولا أي حوالي تسعة ملايين يورو.. أعجبت بها كثيرا وأرادت شراءها فورا، لتقيم فيها مع زوجها. لكن هذا الموقع الفاخر طرح مشكلة لها علاقة بالجيران، تستدعي فسخ العقد بنظر نيكولا ساركوزي، الذي لم يكن متحمسا للعيش تحت شقة مايك جاغر وإن كان مغني الروك السابق لا يعيش بشكل دائم فيها، فلانفتاحه وتحرره حدود، لذلك قال لا. قائمة طويلة قائمة عشاق كارلا السابقين لامتناهية، وتضم رجالا معروفين تتداول وسائل الإعلام أسماءهم، ولا تزال ظلالهم تخيم على حياة نيكولا ساركوزي. ولو كان الأمر ينحصر بالظلال فقط لهانت المسألة، فمنذ أن تزوج كارلا بات عليه أن يتعايش يوميا مع هذه القبيلة المزعجة. مُغنون، فلاسفة، محامون، سياسيون واعلاميون، ان خارطة قصصها الغرامية واسعة جدا، وتجعل من الصعب تجنب اللقاء بالعشاق السابقين في المجتمع الباريسي الصغير. بالطبع، هناك رافاييل انطوفن والد طفلها اوريليان، الذي بقيت معه على علاقة جيدة حتى انها ساعدته في العثور على شقة. ويقول بيار شارون المستشار الإعلامي لساركوزي ان كارلا تحرص على الأسرة، وهي «بيتوتية»، فيوم الأحد يُشارك في الغذاء في قصر الاليزيه ابناء ساركوزي والأعمام والعمات والخالات. ويوم الأحد يعرج راينيال الى القصر ويشرب كأسا عندما يأتي ليأخذ ابنه، ورافاييل لم يكن ينزعج عندما كان مايك جاغر يأتي الى المنزل، حيث كان يعيش مع كارلا في مطلع العقد الحالي. هناك مسألة أكيدة: حب كارلا يعني الموافقة على رؤية عشاقها السابقين، فالحسناء الإيطالية تعشق النظريات، وحول عدم قدرتها على قطع العلاقات نهائيا مع عشاقها السابقين، كانت تردد دائما الجملة ذاتها «لا أترك نهائيا كما انني لست كليا مع الناس، أنا لا أنسج الروابط، لكني احافظ على القليل الذي انسجه». ذات مساء من فبراير 2002، وبعد حفلة غنائية احيتها كارلا في بوف دور نور، دعت اصدقاءها لقضاء السهرة في منزل فانسان بيريس، عشيقها السابق، وتواجد في الشقة الفاخرة الواقعة في جادة مونتاني كارين سيلا عشيقة فانسان بالتأكيد، ولكن أيضاً شارك برلينغ، لويس برتينياك ورافاييل انطوفن. ومن أصل المدعوين العشرين كان هناك أربعة رجال تقاسموا حياة الجميلة كارلا. عائلة الرئيس الجديدة يومها لم يكن نيكولا ساركوزي يعلم انه سينضم الى هذه القبيلة السارة، الفرحة، كما ان الفرنسيين ايضا لم يكونوا يعرفون ذلك. وقد اكتشفوا عائلة الرئيس الجديدة في صيف 2009 عندما ذهب ليرتاح في كاب نيغر، وفي القصر الفاخر لاسرة زوجته كان هناك رافاييل، وايضا الممثل فانسان بيريز والمغني لويس برتينياك. وقد دعت كارلا الثلاثة لقضاء الاجازة تحت سقف واحد. وكان السكان يتعجبون عندما يرون الرئيس الذي بالكاد خرج من وعكته الصحية يقود الدراجة الهوائية الى جانب بيريز، او يعزف على آلة موسيقية مع برتينياك، وكأنهما رفيقان قديمان، وكانت الامور طبيعية للغاية. ان سكان بلدة لافندو وضواحيها اعتادوا منذ عشرين عاما على رؤية المشاهير في هذا المهرجان الصيفي المتكرر. «تعرفون هنا، لقد رأينا كل اصدقائها»، يقول اصحاب المحلات التجارية المجاورة، كما انهم يتذكرون احد المغنين المشهورين الذي كان ينزل في فندق كلوب كافاليير ولا يخرج منه إلا للتنزه برفقة كارلا في المساء. وهم يقرون ان الامور قد اختلفت قليلا اليوم. وما يزعجهم الضجيج الذي تسببه اقامة رئيس الجمهورية، الاجهزة الامنية دائمة الحضور، سيارات الشرطة تقطع الطريق الرئيسي في البلدة، ازدحامات السير الخانقة. وبعيدا عن هذه المسائل المزعجة، فإنهم لا يفاجأون برؤية نيكولا ساركوزي على دراجة هوائية، وعندما يرونه في بيتزريا اغوغو فإنهم يعتقدون حقا انه رفيق كارلا الجديد. عشاق بؤساء يجب الإقرار للسيدة الاولى بقدرتها على إبقاء الرجال، الذين هجرتهم، يلتفون حولها، هناك عشاق بؤساء احرقوا انفسهم من اجل الايطالية ذات الطباع الحادة، حتى ان بعضهم انهار نفسيا عندما قررت وضع حد لعلاقتها به. قيل الكثير عن علاقاتها الصاخبة مع المحامي ارنو كلارسفيلد، خاصة عندما يتشاجران في شقتهما، حيث كانت الصحون تتطاير. وتتذكر اوديل سارون حلقات هذا المسلسل الاليم. وتقول: عندما كنت اتناول العشاء معها كان ارنو يلف باريس بحثا عنها. وقال ذات يوم لجاك لانغ وزير الثقافة السابق عندما علم بزواجها من الرئيس ساركوزي. «انها نمرة حقيقية». وقد دعي المحامي الى قصر الاليزيه خلال حفل الاستقبال الذي اقيم على شرف شيمون بيريس. وذات يوم قال الصحافي آلان شوفان لكارلا بروني ساركوزي انه سيتناول العشاء مع ارنو، فقالت له السيدة الأولى «قبله من قبلي». ويشرح الصحافي «ساركوزي ذكي جدا، وفهم ان كارلا امرأة حرة. وعليه ان يترك لها استقلاليتها اذا ما اراد الاحتفاظ بها». تملك اليأس الممثل شارل برلينغ عندما انفصلت كارلا عنه. ومن دون ان تكون هناك اي احقاد سمح له بزيارة قصر الاليزيه، لتصوير مشاهد من فيلم تلفزيوني، وقد دعته كارلا لتناول الشاي، لكنها غادرت مع زوجها الى المغرب خلال عطلة نهاية الاسبوع. ولقد جرحت الناشر جان بول انطونين في الصميم عندما خرجت برفقة ابنه رافاييل، الذي انجبت منه ابنها الوحيد، واغوته في منزل والد زوجته برنار هنري ليفي في مراكش، بعد ان امضت اليوم معه في مسبح البيت. وبالرغم من ذلك وخلال حفل استقبال اقيم في المعهد الثقافي الايطالي في 27 سبتمبر 2008 كان ساركوزي برفقة زوجته، وبالقرب منهما جان بول انطوفين، وابنه رافاييل، وبرنار هنري ليفي والد جوستين. والجميع تواجدوا بعد شهر، في حفل عرس كريستوف بارييه مدير تحرير الاكسبرس. ولم يتمكن رئيس الجمهورية من حضور حفل الزفاف، لانه كان في زيارة رسمية خارج فرنسا، ويقول باربييه ان ساركوزي اتصل به بكل لطف ليهنئه بزواجه. دونجوانة حقيقية «انها دونجوانة حقيقية، ولم أر في حياتي من تملك هذه القدرة الكاملة على الاغراء»، تابعت سارون. المصور الصحافي باسكال دوستين يقول ان كارلا صادقة في حبها: «لقد رأيت كارلا مع ارنو، ورافاييل، ومن ثم نيكولا (ساركوزي) وكانت دائما هي ذاتها، مغرومة كلياً، القبلات الكلمات اللطيفة اللمسات احبك يا حبيبي، وكانت تحيطهم بالحنان. ولكن البعض يتعجب في رؤية هذا العدد من الرجال يدورون حولها اليوم، ولكن الآخرين لا ينفكون عن كيل المدائح لكارلا، شارل بيرلينغ سامحها، فانسان بيريز اخذ احدى اغنياتها كشريط موسيقي لفيلمه، حتى ان البعض منهم يوجه النصائح لساركوزي مثل لوك فيري. ان عشيقتهم السابقة تعرف كيف تبلسم جراحهم، في عالم كارلا بروني الرائع والعجيب يبتسم الرجال بعد هزيمتهم، يضعون الاقنعة ويقولون نبقى اصدقاء مهما حصل. كما انها تبقى على علاقة جيدة مع العشيقات السابقات لنيكولا ساركوزي، ويرى بيار شارون المستشار الاعلامي لساركوزي كيف انه رأى زوجة رئيس الجمهورية تتوجه، خلال حفل استقبال اقيم في حديقة قصر الاليزيه، نحو احدى عشيقات الرئيس السابقات، وتهنئها على المقابلة الجيدة التي اجرتها، وبعد ذلك استدارت نحو المستشار الاعلامي وقالت له: «بيار عليك ان تتصرف هكذا». برودة أعصاب وتحافظ كارلا على برودة الاعصاب والمرح، فقبل سنوات كانت في عشاء، حيث تتواجد عارضة ازياء جميلة، وكانت في بداياتها المهنية، وترغب في ان تمثل ادواراً سينمائية، وكان المخرج عشيقاً سابقاً لكارلا التي طلبت من العارضة الشابة ان تعطي ورقة كتبت عليها كارلا جملة لعشيقها السابق، كان يجلس بالقرب من العارضة، ونسيت الشابة الجميلة ان تمرر الورقة الى جارها المخرج، وبعد ايام تذكرتها وقرأتها، واذا بكارلا تكتب: «أهكذا تتناول العشاء مع الحمقاء». وكانت تصف نفسها وبقية عارضات الازياء بالحمقاء. رجل لا يغار ساركوزي بدوره خريج مدرسة جيدة، فهو لم يتردد في استقبال المصور جيل بن سيمون، الذي اقام علاقة غرامية مع زوجته في التسعينات. ويقول بن سيمون إن ساركوزي في غاية اللطف، فقد طلب منه التقاط صورة له ولكارلا. ويبدو أن الرجل لا يغار، وفي هذا المجال يقول بيار شارون: «كارلا علمته الثقة، وليس مثل كلام سيسيليا، التي كانت تختفي لأيام طويلة من دون أن تتصل به. كارلا تطمئنه». لكن الذي يبدو أقل طمأنة للرئيس هو مقارنته مع عشاقها السابقين، خاصة مع برافاييل انطوفين، الشاب الفيلسوف، الذي يقارن اقاربه واصدقاؤه جماله الرائع مع رئيس الجمهورية، حتى مربية كارلا السابقة تيريز بيلو، التي لم تر السيدة الأولى منذ ثلاثين سنة، ودعتها كارلا لحضور حفلة اقامتها مؤسسة فيرجينيو بروني، شقيق كارلا المتوفى، قالت عن رافاييل عندما شاهدته وعرفت انه عشيق كارلا السابق «كم هو جميل، إنه شخص يختلف كليا عن الرئيس ساركوزي». رافاييل يواصل قضاء إجازته في منزل عائلة بروني في جنوبفرنسا، حيث بائعة الصحف، التي باعت المجلات لكل عشاق كارلا تتذكره بالخير وتقول إنه لطيف جدا ومهذب.
هل باتت أيام الرئيس معدودة؟ يجب أن تكون الثقة كبيرة لدى الزوج، لتحمّل التلميحات الطريفة حول زوجته، «معي أنا ليس بمقدورك أن تخشى شيئا»، قال برتران دو لانوييه رئيس بلدية باريس (عن مثلي الجنس) لنيكولا ساركوزي، وتجب الثقة ايضا لمواجهة الشائعات المتعلقة بزيادة اسماء اضافية على قائمة عشاق كارلا السابقين. وهناك خشية اكيدة لدى رجل يتزوج بامرأة يعرف مسلسل غرامياتها، وهي انه رقم على قائمة العشاق. كارلا لم تخف يوماً طبعها، وكانت تقول: «يجب ان يكون المرء مخلصاً لنفسه»، عندما قالت سيلغي دولاسوس، صاحبة احدى دور النشر، لكارلا بروني انها متزوجة منذ 25 سنة، ردت كارلا بانفعال: «25 سنة مع الرجل ذاته؟ انا لا افهم ابداً كيف يمكن للمرء ان يبقى 3 سنوات مع الشخص ذاته». فهل ايام رئيس الدولة باتت معدودة؟ قد لا يكون ذلك صحيحا. وكما يقول لوران جوفران، مدير تحرير صحيفة ليبراسيون: «يحق لكل انسان ان يتغير».