سوف نخرج عن السرب ان (قلنا) لا تشهد شبوة تنمية حالياً ، وسوف نكذب على أنفسنا لو (قلنا) بأن عجلة التنمية تسير في الاتجاه الصحيح ، لهذا يبقى الحديث عن الوضع في شبوة أهمية كبيرة من حيث توصيفه . في (عين بامعبد) قبل أيام سالت مالك محطة وقود قلت له : " يا أخي كيف تبيعون الدبه البترول (9000) ريال والمحطة على مفرق (رضوم) تبيع (7000) ريال وفي المكلا (6400 ) ريال ". قال :" نشتريه تجاري وكل ما زاد سعر نزيده عليكم " . بالتأكيد جوابه لم يقنعني لكن كيف يمكن ان نفسر سكوت السلطة بالمحافظة عن هذا الامر ، وإلى أن يأتينا شخص من (حضرموت ) ليوضح اسباب ارتفاع اسعار البنزين في شبوة ، تخرج السلطة لتبرر بأن ماقاله ( العكبري) يستهدف عجلة التنمية في المحافظة، هل فعلاً يستهدفها.؟ وهل فعلاً يجب ان نصفق للسلطة على اهتمامها المبالغ فيه ، لا أعتقد ذلك؟! محافظنا في شبوة الاستاذ محمد صالح بن عديو تجاوز حد التقييم من عدمه ، فما حققه من نجاح حتى الان لم يسبقه إليه اي محافظ سابق ، وإضافة الى وضع البلاد الحالي نشهد له هذا التفوق عن جدارة. وفي أطار مفهوم هذا التفوق يفترض ان نركز ونولي اهتمامنا اكثر على ما يحدث ، (فالتنمية فساد) يوحي بشيء بالغ الخطورة على مستقبلنا في شبوة ، وللأهمية إذا اردنا استمرار النجاح يجب ان تعمل كل الأدارات المحلية بالمحافظة وفقاً لخطط مدروسة ، فالسلطة لدى المحافظ عندما تفرط بأسهاب في تنفيذ المشاريع دون دراسة جدوى ، هنا قد لا تخدم هذه المشاريع أبناء شبوة ولكنها يفترض ان تخدم سلطته الحالية . مشروع كبير مثل منتجع حصن الغراب السياحي كيف نفهم بأنه يخدمنا ، وكيف نفسر موافقة مكتب السياحة لجعله مشروع استثماري ( خاص)، بل كيف نفهم عدم رغبة المحافظ في استثماره لصالح ابناء شبوة كأول منتجع (حكومي) بالمحافظة ، بل ان المشروع بشكله الحالي (خاص) يفترض ان يرفد مديرية (رضوم ) التي يقع فيها إنشاؤه ، لكن حتى رسوم الاستثمار لا نعرف كيف طارت بلا (أجنحة) في سماء المحافظة ؟! كذلك مكتب الاشغال العامة والطرق كيف نفسر أن كل دراساتهم للمشاريع تأتي ناقصة والسلطة تعتمدها دون مراجعة ، بل أكثرها مقاولات من غير مناقصة ، ناهيك عن وجود اسم مهندس (شمالي) في كل المشاريع التي تنفذ حالياً ، وكأن شبوة لا يوجد فيها كادر هندسي يختص ( بالتربة) . قد نعفي للمرة الأولى محافظنا من الفشل ، لكن لن نعفي أداراته من الفساد الذي يتقاطع مع التنمية سلباً ، فالمعركة التنموية والخدمية التي يقودها المحافظ لصالح شبوة لا ننسى أنها تأتي من نسبة 20% فقط ، وهي حصة المحافظة من تصدير شحيح للنفط عبر ميناء النشيمة ، وحسن أستغلالها لا طريقة (تنفيذها) يحسب له لا عليه . ما أود توضيحه لكم هنا أخطاء كثيرة لا يتسع المجال لذكرها جميعاً ، لكن على اية حال يمكنني تلخيص المشكلة ويمكنني القول بأنها مشكلة تكمن في( الوضعية )، فالوضعية بين شخص المحافظ والكثير ممن يعملون معه ليست متكافئة بتاتاً ؛ الاول نعتقد بأنه يريد ان يعمل لصالح شبوة وهذا ما لمسناه في الواقع ، والأخير لا يفكر بأكثر من أستغلاله نجاح المحافظ في الواقع ، فالذين يعملون في السلطة لاهداف شخصية و سياسية و حزبية اكثر منها أهداف ( شبوانية ) قد يهدون في لحظة ما كل ما يسعى إلى تحقيقه( المحافظ)على رؤوسنا جميعاً في شبوة . للأسف لا يجب ان نلوم شخص المحافظ فبعض الإدارات الحالية تمتطي صهوة نجاحه على كف (عفريت) ، وإن لم نقل عليها أدارات فسادة ، فهي تقدم اسوأ نموذج (للغرق) فيه.