الم تكن الحديدة مصدر استقرار وامن ومحبة لليمن طوال السنين الماضية ، الم تكن الحديدة مصدر ايراد يومي للخزينة العامة بمبالغ لم يحققها نفط الشمال في حينه ، اليست فرص الاستثمار والاستقرار والماء والبحر والحياة الزراعية والاقتصادية في الحديدة من أوسع هذه الفرص في اليمن دون من او تعصب او استقواء او تعد على مال احد او عرضه او القول بأحقية القبيلة او العرق او الاسرة في هذه المحافظة المسالمة ، الم تكن القوانين اسرع تطبيقا في هذه المحافظة من غيرها وان الناس اكثر التزاما بها ، والسؤال المهم ماذا جرى حتى تتدخل قوى خارجية ومحلية لقتل أبنائها والسيطرة على أراضيها ونهب ثرواتها وإيقاف الأنشطة الاقتصادية والزراعية والسمكية لأبنائها ومواطنيها ؟. ماذا جرى حتى يتم تجريد أهلها من حقوقهم ؟ ويتحول أبنائها ما بين مهاجر وقتيل وجريح في أيادي قوى لم ترأف بهم او تمكنهم من العيش في مناطقهم بما يحقق العدل والمساواة حتى في أوقات الازمات والحروب ؟ لماذا يتجرأ أبناء الاشاعرة وقبائل عك والزرانيق مرارة التمزق والتهجير القسري من مزارعهم وبيوتهم الى رحلة الشتات والبعد عن ارضهم ووطنهم ؟ اليس كل ذلك بسبب حرب لا ناق لهم فيها ولا جمل ، وليسوا من صنعوها للسيطرة على الحكم او ليسوا هم من تم الاعتداء عليهم من قوى كانت مستفيدة من تهامة فضاعت مصالحهم واستعانوا علي تهامة بالعدوان . ولذا فلنتوقف هنا مع المشكلة الام لكل الصراع في اليمن والمتمثلة بتهامة الأرض والانسان ، وإعادة الحقوق لأهلها فان عادت حلت مشاكل اليمن ، وان تم احترام الانسان في هذه الأرض سيتم احترام كل اليمنيين لأنفسهم ولوطنهم وسيعتز الجميع بانتمائهم لليمن كل اليمن ، ولن تحل اللازمة اليمنية ويرتفع عدوان الغير على يمننا الا بإعطاء الأخ القريب حقه قبل البعيد ، عبر دستور يحمي الجميع ويصون الحقوق ويوزع السلطة والثروة بعدل في مجتمع بحاجة الى خلق جو من التسامح والتصالح فيما بيننا حتى ينظر اليها الاخرين بانه عمل أخلاقي وقيمي اصيل في المجتمع اليمني والذي أعاد للمحبة مكانتها وللأخوة اليمنية قيمتها وللحكمة اليمنية والفقه اليماني رايته عبر حبهم للأشاعرة وأبناء تهامة التي حملت الرسالة المحمدية على صاحبها افضل الصلاة وازكي التسليم الى كل بقاء الأرض ، ومن هنا ينطلق الحل الأخلاقي عبر الحديده أولا ثم يأتي الحل السياسي والاقتصادي للمشكلة اليمنية عامة عبر نموذج التصالح مع الحديدة الذي هو تصالح مع النفس ، وليستكمل الحل لاحقا مع كل الوطن فمن هو قادر على ذلك سوف يصنع مستقبل الوطن ويحقق له امنه واستقراره فالحديدة مفتاح الحل بل وسر نجاحه . كلما قلنا عساها تنجلي ..قالت الأيام هذا مبتدأها