بدون أقل حق طبيعي بالحياة يعيش كثيرٌ من أهالي محافظة الحديدة؛ يفتقرون لأقل مقومات الحياة، فلا مسكن يحميهم من قذائف الهاون الحوثية، ولا طريق آمنة من ألغام المليشيات، ولا مأوى يقيهم حرارة الشمس، ولا يملكون ما يسد عنهم ضراوة الجوع والعطش، وآلة الموت الحوثية لا تفرّق بين طفل او كهل أو أمراة ولا رجل، بل إنها تحصد أرواح المدنيين جميعًا بلا هوادة. أسرة الشهيد: أحمد سالم النهاري، فقدت معيلها بانفجار لغم حوثي بدراجته النارية في منطقة الحيمة، ليترك زوجتيه واطفالة الأربعة عشر يكابدون مرارة العيش، ويتجرعون ألم المعاناة الحوثية. عائشة عبده إبراهيم؛ هي إحدى زوجات الشهيد أحمد سالم، لديها سبعة من الأطفال تعيش في منزل أختها، ولا يكاد يوجد لديهم منزل بعد أن شردتهم المليشيات الحوثية من منزلهم في منطقة الجبلية، ويفتقرون لأنى الاحتياجات اليومية من المأكل والمشرب. تروي عائشة عبده قصة استشهاد زوجها قائلة: في ذات يوم خرج زوجي احمد سالم عبده بدراجته النارية لطلب الرزق وتوفير لقمة العيش لأطفاله، ولكن لم يكن يعلم أن لغمًا حوثيًا ينتظره لياخذه منا دون رجعة. ويقول أحد أقارب الأسرة: إن الشهيد أحمد سالم النهاري كان يمتلك دراجة نارية يذهب يطلب بها الله على أولاده، وأخذ حياته لغم حوثي شمال الحيمة، وأصبح أطفاله بدون معيل ولا مأوى يحتويهم من إجرام وصلف الحوثيين. تعددت الجرائم والقصص المأساوية بحق المدنيين في محافظة الحديدة، والمسبب واحد هي مليشيات الحوثي وأدواتها الإجرامية؛ فقد ارتكبت آلاف الجرائم بحق المدنيين منذ انطلاق الهدنة الأممية الهشة، جراء استهدافها وقصفها الإجرامية، إضافة إلى زرع العبوات والألغام في مختلف الطرقات العامة والفرعية.