وفي الصبر عند الضيق مخرج وفي طول تحكيم الأمور تجارب ((الحارث بن حلزة )) انه الصبر ولا بديل لنا غيره هذا هو لسان حال أبناء الجنوب اليوم والحيرة والريبة قد نالت منهم مع تقلبات المشهد على الساحة الجنوبية وضبابية الرؤية التي أرهقتم , فما من مؤشرات وبوادر ايجابية تظهر الا ويقابلها مؤشرات وبوادر سلبية بعكس الاتجاه , لا يعلمون هل هو سوء الطالع أم انه القدر والنصيب المحتوم وكتب لهم أن لا يهنئوا ببشائر الخير وان يتقبلوا خيبات الأمل بروح رحبة , فلم يعد لهم سوء الصبر والاستعانة والاتكال على الله عز وجل ليتولى شؤون أمرهم , خصوصا بعد ان كانت لهم تجارب سابقة حالكة في سوادها ومقيتة في ذكرها حتى كانت لهم عبرة ودروس في التأني والتعقل وعدم التسرع والهرولة وسهولة الانفجار.
هذا الشعب الصابر الذي يتحمل كل الويلات والماسي من قتل وظلم وذل ومهانة مع قسوة العيش ومرارته كل هذا وأكثر ولم تنال من إرادته أو استطاعت ان تقهره بقدر ما قهره حالة التشظي والانقسام والتشتت والاختلاف والتباين الذي وصل حد التصارع والفرقة والخصام والتخوين بين قوى الثورة الجنوبية ونخبها وهو مالم يكن في الحسبان فكل ضربة او سهم يتلقاها من العدو المحتل إلا كانت تقويه وتشد من باسه أما النيران الصديقة التي تفرز من داخل البيت الجنوبي فهي كالقشة التي قسمت ظهر البعير ويصعب احتمالها .
ختاما أوجه رسالة شاملة للساسة والسادة نخب وقيادات قوى الثورة الجنوبية وهم المعني الأكبر وللمجتمع الدولي والإقليمي ودول الجوار عليكم جميعا ان تدركوا ان القضية الجنوبية قضية حقيقية تكمن قيمتها في عدالتها ونبلها وصدقها وتنبع من آهات المظلومين والمستضعفين والمقهورين ومن أنين وصيحات الأرامل واليتامى ومن دماء الشهداء الزكية والطاهرة ومن اللام الجرحى والمصابين والأسرى والمعتقلين ومن حولهم شعب عظيم وثائر يتبنى القضية . فان لم تكنوا سببا في انتصارها فان للقضية رب هو من سينصرها.
علمت إن وراء الضعف مقدرة وان للحق, لا للقوة ,الغلبا (احمد شوقي )