يقال ان من يغرق يتعلق حتى ولو بقشة, وكذلك يفعل الموقر رشاد شايع المستشار الثقافي لبلادنا في الجزائر, فمنذ انتفض عليه طلاب اليمن في الجزائر وهو يبحث عن قشة يتعلق بها كي ينجو بنفسه من غضب تفجر في وجهه بعد كبت دام أربعه أعوام جراء الاستبداد والتعسفات التي كانت جزءاً لا يتجزأ من تعاملاته اليومية مع الطلاب. فقد كانت قشته الأولى محاولته صبغ هذه الانتفاضة بطابع حزبي، فما فتىء ينشر بأيادي المغرضين الشائعات تلو الإشاعات بأنها صنيعة حزبية لا مطالب طلابية، لكن تقديره خانه حين نسي انه يخاطب النخبة من الأكاديميين الذين لا تنطلي عليهم مثل هذه الأراجيف، فهبّ الجميع من جميع الولايات يطوون المسافات متحملين عناء السفر خلال ساعات قد تصل ما بين الثمان الى السبع ساعات لا تمنعهم اوساخ السياسة ولا حسابات الحزبية الضيقة بل هبوا وقلوبهم وعقولهم تحمل شعارات العلم وكرامة الطالب يشخصون بإبصارهم الى من يصنعهم على عينه ويأخذ بأيديهم ليصنعوا مستقبلهم العلمي الذي يحلمون به لا من يصنع العراقيل ويغتال الطموح وينسف كرامة الطالب نسفا.
وحين فشلت هذه القشة في الذود عنه من غضبة المظلومين الذين لم تنقطع آهاتهم وأناتهم على مدار اربعة اعوام لجأ الى قشة المناطقية، وان من انتفضوا عليه انما اخذوا عليه انه من المحافظات الجنوبية متناسيا ان استبداده لم يرحم حتى زملاءنا من محافظات الجنوب الذين هبوا كما هب الجميع للمطالبة برحيله لأنهم أذكى من ان تنطلي عليهم مثل هذه الافتراءات.
واليوم يطالعنا - ولا غرابة - سلطان البركاني في مجلس النواب بنفس هذا البهتان العنصري عندما قال ان الاعتصام انما قام على أسس وحسابات مناطقيه فنقول لك يا حضرة البركاني: ابناؤك (المتفوقون!) يدرسون في ماليزيا وليس في الجزائر، وإلا لعلمت ورأيت ما نلاقيه من ملحقتينا الثقافية، ولعلمت ان انتفاضة الطلاب لا تمت بصلة لحسابات مناطقية ولا عنصرية كما تدعي، اما اذا التبس عليك الأمر فننصحك بان تعود الى هيئة مكافحة الفساد فستجد ملفات متراكمة ستشرح لك وتصف فساد الملحق الثقافي وقد قامت هيئة مكافحة الفساد التي تعتبر اكبر سلطة هيئة قضائية في اليمن باستدعائه، وإذا لم تقتنع فننصحك ان تذهب الى نائب وزير التعليم العالي الدكتور محمد مطهر واسأله عن ما قاله في احد البرامج التلفزيونية عن الملحقية الثقافية في الجزائر. سيقول لك كما قال بأنها من افسد الملحقيات الثقافية لدى اليمن وهناك الكثير والكثير من الانتهاكات التي طالت عددا كبيرا من الطلاب لا يمكن حصرها، ناهيك عن استخدام الشرطة الجزائرية ضد الطلاب اثناء مطالبتهم بحقوقهم التي كفلها لهم القانون. أضف الى ذلك الدبلوماسية الضحلة لدى المستشار الثقافي مما ينعكس على سوء لا ندري الى اي حد سيصل في العلاقات اليمنية الجزائرية في الجانب التعليمي.
فمن اجل هذا وغيرة مما لا نستطيع حصره انتفض الطلاب لا كما تفسر انت. هذا ان افترضنا ان الامر قد التبس عليك اما وان كان لك من وراء هذا التصريح اغراض وحسابات سياسية، كما عودتنا في جميع مواقفك فندعوك انت وزمرتك وخصومك ان تذهبوا بعيدا عنا لتلعبوا لعبتكم السياسية، ولتتركوا طلاب العلم للعلم فليت شعري اين نحن في مطلبنا وأين انتم من شطحاتكم وتحويراتكم السياسية. نحن نطالب بتغيير موظف في الملحقية الثقافية بموظف آخر أياً كانت وجهته وانتم تقفزون بنا الى قضية تحدد بها هويات ومصائر دول بأكملها.
ما نريد ان يعلمه الجميع ان الطلاب المعتصمين في الجزائر لم يفكروا يوما ولا للحظة في الحسابات الضيقة التي تراد لنا من قبل المغرضين، بل انتفض الطلاب لأنهم عاشوا مع الملحق الثقافي اربعة اعوام من الظلم والعراقيل. ما نريد ان يفهمه الجميع ان مطلب الطلاب هو استبدال المحلق الثقافي بملحق صادق أمين لديه من الفهم ما يمكنه في ادارة الامور بنجاح أياً كانت منطقته او وجهته او اتجاهه فلا يسوؤنا ان يكون من ابناء المحافظات الجنوبية، بل على العكس فقد أنجبت الكثير من العقول والرجال المخلصين الذين يستطيعون ادارة مثل هذه الاماكن بجدارة ونجاح افضل مما نراه من المستشار الثقافي الحالي.
فيا أصحاب القرار: أما فيكم رجل رشيد هل ماتت ضمائركم أم صُمّت آذانكم من مطالب الطلاب الذين يدخلون اليوم الثاني عشر في اعتصامهم واليوم الرابع في اضرابهم، ويصدرون البيان تلوا البيان ولا مجيب. والسؤال الذي يحز في الصدر ولم اجد له تفسيرا: لماذا تتمسكون بملحق قد انتهت فترته القانونية فهذا الأمر بحد ذاته يفرض التغيير دون اعتصام، فما بالكم لا تتحركون وقد انتفض الطلاب معتصمين ثم ما هي النجاحات التي قدمها حتى تتمسكوا به وما هي الذنوب التي اقترفها الطلاب حتى تفرضوا عليهم هذه المعاناة! لا أدري إلى متى سيظل الطالب مهاناً في بلادنا و متى سيسمع صوته، لا ادري متى ستقتنعون ان لا مستقبل للبلاد إلا إذا نال الطالب حقوقه كاملة.. فارحموا طلاب الجزائر يرحمكم الله.