نعلم جيداً بأن تشكيل الحكومة القادمة تمر بأرهاصات عديدة ..إذ لا تخلوا من الشد والجذب ولا تخلوا من الأجندات والأملاءات ..ولا يخفى على أحد بأن هنالك ضغوطات كبيرة تمارسها السعودية الإمارات مع الأطراف المخولة بتنفيذ بنود إتفاق الرياض..!! تلكم الضغوطات تتخللها ومن دون شك بعض الإبتزازات كماهي العادة وطبعاً تلك الممارسات الرخيصة الهدف منها ضمان الولاء والسمع والطاعة من قبل الحكومة الشرعية والمجلس الإنتقالي معاً..هذه الضغوطات ليس من بينها البحث عن مصلحة وطن أو شعب كما لا تتضمن الحل النهائي لنزع فتيل الحرب المستعرة بين الأخوة الأعداء بمحافظة أبين الجنوبية والتي من المفترض بأنها محافظة محررة وخالية تماماً من تواجد مليشيات الحوثي الذي شُنت الحرب من أجل كبح جماحها..!! قد يعتقد البعض بأن تشكيل الحكومة الجديدة والإعلان عنها رسمياً كفيلة بأن تنهي المعانأة التي يكابدها المواطن بالمحافظات الجنوبية المحررة سلفاً..هذا الأعتقاد السائد الذي سرعان ما سيتبخر عندما يصطدم بالواقع فالجواب باين من عنوانه..!! إذ إن الأطراف المعنية بالأمر لم تتفق فعلياً على أي شق سيتم البدء فيه هل الشق السياسي أم الشق العسكري وهنا تكمن أم المشاكل.. فالمجلس الإنتقالي يستحيل بأن يتخلى عن سلاحه وبكل سهولة ..فهذا السلاح هو بمثابة جسر العبور لإنتزاع الأنفصال المنشود وهو كذلك العصا الغليظة وخط الدفاع الأولى للتصدي لأي عدوان محتمل على الجنوب.. وفي المقابل فالحكومة الجديدة لن تستطيع تأدية عملها بالشكل المطلوب في ظل وجود قوات لا تدين بالولاء للحكومة الشرعية لذلك من المستحيل بأن يكتب لها النجاح وما حدث خلال الخمس السنوات الماضية خير دليل على صحة كلامي هذا..!! تاريخياً لا يوجد حل مُنجز كانت السعودية طرفاً فيه وكُتب له النجاح فالسياسات الخاطئة للسعودية هي السبب الرئيسي والمباشر للتوسع الإيراني بالمنطقة وهذه حقيقة لا تقبل الجدال والنقاش فيها.. لن أخوض في هذه التفاصيل فالأمثلة كثيرة عن الفشل السعودي المزمن والمتكرر في لبنان والعراق وسوريا واليمن وليس أخراً حصار قطر والتي أضطرت للإرتماء بحضن إيران بسبب تلك السياسات الهوجاء..!! سأكون صريحاً في القول بأن الأممالمتحدة وممثلها الشرعي باليمن التحالف العربي ليس جادون بالبحث عن الحلول المناسبة لإنهاء الصراع القائم وطي ملف الحرب باليمن إلى الأبد فالسيناريو لم يصل بعد إلى المشهد الختامي..المضحك بأن التحالف العربي دخل الحرب من أجل إعادة الشرعية وبنفس الوقت أعطى للمجلس الإنتقالي الضوء الأخضر لطرد الحكومة الشرعية من أهم معقل وهي العاصمة الإقتصادية عدن..!! سنظل نرزح وندور في دوامة مفرغة يتخللها المزيد من العثرات والمعانأة وإختلاق الأزمات من العدم مالم تكن هنالك رغبة ونية صادقة من أطراف النزاع لوضع حدٍ لهذا العبث والمهزلة الحاصلة في شطري اليمن..!! لذلك علينا بأن لا نتأمل خيراً بالأيام القادمة فمن كان جزءاً من المشكلة يستحيل بأن يكون جزءاً من الحل والحليم تكفية الأشارة..!! أخيراً...راقبو القصور والفلل التي تُبنى حديثاً ستجدون ثمنها دماء الشهداء ودموع الأمهات وآهات الأيتام والأرامل..!!