كتب / صالح سويد باعوضه بعد وفاة الشاعرين محمد صالح باسردة والسيد محسن البغدادي -رحمهما الله- كان من الطبيعي والمتوقع أن يقال ويكتب عنهما الكثير من الرثائيات شعرا ونثرا، ولا يختلف اثنان على جدارة المبدعين باسردة والسيد بالتقدير والمحبة وبالكلمات الصادقة التي قيلت في حقهما أو كتبت تعبيرا عن الحزن برحيلهما. الشاعران الكبيران السيد محسن بن بوبكر البغدادي ، ومحمد بن صالح باسرده رحمهما الله يعدان من أهم شعراء العامية في محافظة شبوة ومن يطلع على تراثهما الهائل من الشعر العامي سوف يعرف مكانتهما العالية في عالم الشعر العامي في محافظة شبوة بل وفي اليمن عموماً . لقد اعتدنا مع رحيل كل شاعر مبدع على مطالعة أبيات تتحدث عن نهاية الشعر وموته، وأن الشاعر الراحل هو خاتم الشعراء والمبدعين وفي مواضع عديدة من تراثنا النقدي نقابل إشارات إلى اختتام الشعر ونهايته بنبوغ أو رحيل شاعر معين. كان شعارنا رحمة الله عليهم يختمون به الشعراء" ولم يختلف الأمر في أيامنا هذه من جهة تضمن أبيات الشعراء في التفاعل مع الأحداث. ففي رثاء الشاعرين باسردة والسيد قال أحد الشعراء: مات باسردة والسيد مات القصيد الجزل يا سامعينه ما عاد باقي شعر ياللي تغرد الشعر بعد فراقهم فاقدينه لكن الواقع يثبت دائما أن الإبداع في أي شأن بحر لا ساحل له، وأنه قادر على النمو في أي عصر متى ما توفرت له التربة الخصبة للنمو، ويستحيل أن يموت الشعر بموت أحد، أو أن يكون هناك خاتم للشعراء مهما بلغ من الموهبة والإبداع.