لطالما شعرتُ بالوطنيةِ منذُ نعومة أظافري وتملكني ذلك الشعور بالفخرِ والإعتزازِ ولكن حينَ نضجتُ كانت صدمتي الكبرىٰ! لم أعُد أرىٰ ملامِح وطني الدفينة وكانَ هُنَاكَ سؤالٌ يلّحُ عليا بالأجابة!ِأينَ وطني؟أين وطني بين الأوطان؟ ومن أكون بدون الوطن؟ أفقدت هويتي وأنتمائي ؟ توارت الأعين عن وطني وصار كل التركيز على كُتل الخرابِ وآثار الدمار ولازال كل ذلك يتوسع أُفقاً وأنتشاراً دماراً وتعسفاً وتظليلاً وتهميشاً وتجهيلاً وتجويعاً وتقليفاً للحقائق وإحراق للمواطن وحرقاً للعملة ومنزلقات كلها تؤول للهاوية ومالم يذكر أكثر وأكثر وأكثر .. اليوم أفقت ولم أرىٰ وطني غُيّبَ عن الأوطانِ، وخوفي أن أُفيق غداً ولا أرىٰ المواطن ... من أضاعك ياوطني؟! من الذي يمحو تاريخكَ ويطلخ أرضكَ بدماءِ أبنائك؟! أغرقوك دماً، وأنهكوك حرباً ،وأشربوك سماً، وأضاعوك حقاً ،وأستباحوك أرضاً، وأنتهكوك عرضاً، وأدعوا زيفاً إليك حباً، ألبسوك الأسود ثوباً .. رقصوا على نواحك. ولم يسمعوا صرخاتك وصياحك... وطني إلى متى ينزف جراحك؟ وددت لو لم أكبر ..وددت لو لم أنضج حتى لا أرىٰ تلك الحقيقة!. سأعود إلى طفولتي.. فما زالَ في ذاكرتي بقايا وطن..