إتفاق الرياض وما لازمه من شد وجذب من هنا وهناك والتمترس الذى رافق عملية التحاور بين الفرقاء، حتى أوصلونا إلى توقيعه بحضور رسمي من الرعاة والأطراف الموقعة وكل الأطراف اليمنية الآخرى التي حرصت على الظهور والمباركة، لما توصل إليه المتحاورون حتى أصبح يمن الثلاثين مليون مواطن يعيش معظمه تحت خط الفقر وفي الشتات والمخيمات يهللون ويكبرون لهذا الاتفاق ظنا منهم أن الأزمة قد انفرجت وأن الأوضاع ستتعدل وأصبحنا جميعا نعدها ثواني ودقائق وساعات وليس أياما،لحلول الالتزامات المزمنة بالأيام والشهور وبالمواعيد والتواريخ إلا أن الخيبات والتعاسة التي أورثوا نحن إياها قادتنا وساساتنا على مدى عدة أعوام منذُ اندلاع الأزمة كانت هي الحصيلة الوحيدة من هذا الإتفاق الذي اكتسبها كعادته شعبنا المغلوب على أمره فى كل ربوع اليمن. إنه وبعد مرور سنة ونيف على هذا الإتفاق والعديد من الجولات واللقاءات التي لم تحرك ساكنا ولا أعتقد إنها ستحركه في ظل الصمت المريب غير المبرر للأخوة الرعاة لهذا الإتفاق و بالأخص الأشقاء فى الشقيقة الكبرى، إن كانت تحتسب كذلك بعد كل هذا. و السؤال العريض الذي يطرحه كل مواطن تعيس ويردده صباحَ مساء:هل هذا هو الهدف الأسمى من تشكيل تحالف دعم الشرعية وهل دور الأشقاء يقتصر على دور الشاهد الذي لم يشاهد و التفرجة لما يعانيه شعب بأكمله تعيش قيادته فى كنف رغد عيشكم و إمتيازاتكم التي أكرمتموهم بها فى بلادكم و هل الهدف هو إنقاذ شعب أم إشباع سرق ؟؟؟ فما هكذا عهدنا إخوتكم أيها الأشقاء ولا أعتقد إن نخوتكم فى العروبة تسمح لكم بأن تحكموا بالموت البطئ لشعب بأكمله، فإذا كان كرمكم لضيوفكم يعد واجبا أخويا فتذكروا أن الأشخاص زائلون والشعوب حية لن تموت ولعل تأريخكم القريب و البعيد سيذكركم بالكثير من القيادات التي تعاملتم معاها فأين هي وهل إنتهت علاقاتكم بشعوبها برحيلهم..؟؟! فيا إخوتنا وأشقاءنا أفيقوا من سبات مجاملاتكم و تذكروا إن ماتبنيه الشعوب ثابت والأفراد راحلون.. أما من لديهم ضمير لازال عايشا من قادتنا فالتاريخ لن يرحمكم ولعنة المستضعفين ستطاركم أحياءً ام أمواتاً ولن يكون عذاب شعب بكامله شيوخه ونسائه وأطفاله وشبابه الذي دمرتم مستقبله مقابل التمسك والتمترس خلف أشخاص وأين يكونوا فى تشكيلة حكومتكم التي أمتموها قبل ولادتها فلا الميسري ولا شلال ولا أي أحد ولو بمكانة رئيسكم يساوي عندالله صيحة طفل وأنين أم في الليالي المظلمات التي أوصلتمونا إليها بأفعالكم ونظراتكم التي لن ترى إلا مصالحها ومصالح مكوناتها وأحزابها.. فيا أشقاء ويا من تدّعون الوصاية علينا أنقذوا شعبا لم يعد يحتمل المزيد من الويلات وإلا فأبشروا بسخط رب كريم و لعنات هذا الشعب التي ستطاركم إلى يوم الدين وختام من غير سلام.