كنت في مجلس ذات يوم اذ جمعني القدر باشخاص اعرفهم جيدا ، إنهم من المفسدين الذين يتسترون بثوب النزاهة والعفة ، وإذا بي اسمعهم يتحدثون عن العمل المؤسسي والشرف والنزاهة يوهمون من لا يعرفهم بأنهم يحملون هذه الصفات ويعملون بمقتضاها ، الذين هم في حقيقة الأمر أبعد مايكونون عنها. فكنت منصتا لهم وهم يفرطون في حديثهم ويوجهونه لي بطريقة النصح وضرورة الالتزام بالعمل المؤسسي ، ونسي هؤلاء القوم بأنني أعرفهم جيدا وأعلم أفعالهم وسلوكهم جيدا أيضا ، إذ كان همهم مذ إذ عرفتهم جمع المال والمال فقط بأي طريقة كانت متبعين بذلك القاعدة التي تقول: الغاية تبرر الوسيلة. فكم هي وسائلهم دنيئة للوصول إلى غاياتهم!!!!! مع أن أولئك الأشخاص هم فقاعات أنتجها الواقع المر والمزري الذي نعيشه ، ونحن على ثقة أن أيامهم صارت معدودة فبمجرد أن تعود الحياة إلى طبيعتها ونفيق من هذا الكابوس ستنتهي هذه الفقاعات التي افرزها هذا الواقع المر . كنت أضحك وأنا أستمع لما يقولون ساخرا -ربما هم ادركوا ذلك فهم يعرفون مع من يتحدثون ولكنهم لا يستحون . فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل اولئك الفقاعات نسوا أم تناسوا أنهم افسدوا تلك المؤسسة التي جيء بي ذات يوم لإنقاذها حتى يعلمونني اليوم معايير العمل المؤسسي ؟!! حقا إن شر البلية ما يضحك ، وكم كنت عظيما يا سيدي يا رسول الله يوم قلت: " إذا لم تستح فاصنع ماشئت " .