مع بداية وأوج الحرب الحوثية على مناطق الجنوب تقطعت بنا سبل العيش وتوقفت المرتبات ..فظمينا وجعنا وذهبت الكرشه إلى غير رجعه ..وباتت ركبتي كالمكاحل تسمع لهن قرقعه أن قمت أو جلست وشوف جسمي نحل من جور ماحل بي ..فحينها قررت ان اكون خضروي ولأنني لا املك المال فقد اقترضت من أم الحسين شقدوف ذهب وهو آخر شقدوف يحمل ذكريات زواجنا من منتصف الثمانينات والتزمت لأم الحسين بعدما اتاجر في الخضروات وأشقي سأشتري لها سلس وشوالي ذهب ومع أني اعرف ان أم الحسين مصيبه ونكديه وباتشقاني إلا ان شقاوتها اهون علي من الظماء والجوع . المهم شقفنا الشقدوف بخمسه وعشرين ألف ريال وبكرت من الصبح ..وصدفه من الصبح لاقيته وهو يجري وتجبرنا من سوق موديه سبعه شقاديف من الخضروات وشقدف يامشقدف ..المهم كانت البسطات فارغه بعد رحيل اكثر اخواننا الشماليين وحالما اردت أن افاصل مالك البسطه على إيجارها ..رحب بي صاحبها وربت على كتفي وكأنه قد قرأ ملامح نحسي من على وجهي ..وقال بيع ياحاج ولنا حديث آخر ..ثم اشاح بوجهه عني وادبر وهو يقالب ضحكاته ..المهم اشترينا انا وصغيري شدة علاقي بلاستيك واخطرت صغيري وقلت له تذكر صاحب تعز عمنا شوقي بائع الخضروات كيف كان يكسب الزبائن واشرت له بالسبابه وبلهجة الآمر وقلت له اياك ان تظلم الزبائن نحن ناس محترمين ولازم نساعد الزبائن المهم اخذت متكى مع فنجان شاهي من مقهى باعش واطلقت لنفسي العنان وافرطت في التفاءل وقلت وداعا للفقر ..وصغيري حسان عباء الاكياس على اخرهن والزبائن يتوافدون ويشترون ويانعمة الله دومي وانا ارقب الكيس البلاستيك وهو يمتلي رويدا رويدا من النقود ..بعنا البضاعة حقنا بأسرع مايمكن وآوينا الى الدار واستقبلتنا أم الحسين با ابتسامه عريضه مع نفحة العود والمسك ووضعنا النقود في حجرها وجلسنا نفرز القطع المعدنيه واوراق البنكنوتات جمعنا وحسبنا وإذا بالضمار قد قرح جو وخسرنا احد عشر ألف ريال وإذا باأم الحسين قد تبددت احلامها وتقلب كفيها وتولول وبلهجة البدويه تقول متبرمه وشيدي قال لبوي اعطي ذهبي امحسين هذا منسان امدارم لما اعمى عيوني أووه غبني على ذهبي امحسين هه وشر البليه مايضحك ... بقلم محمد صائل مقط…