المقال واضح من عنوانه، عن منظومة كهرباء عدن أتحدث، هذه المنظومة الذي أصبحت مشكلة القرن، فمنذُ العام 2015م تعاقبت على عدن 3 حكومات و4 محافظين، ومازالت هذه المشكلة تمثل اللغز الكبير الذي لم يستطيع حلها، لتصبح التحدي الأكبر وسؤال المليون الذي لم يجد المواطن له إجابة، متى سيتم إنهاء هذه المشكلة وإنقاذ عدن من الجحيم الذي يتناوب عليها في الشتاء والصيف..؟! دائماً يسمع المواطن عن مشاريع عملاقة واسماء لشركات وحتى لدول تريد أن تتدخل لإنهاء هذه المشكلة، فقد تم دعم الكهرباء بالمولدات من قبل الإمارات وقطر والكويت وحتى اليابان ...ألخ، ولكن مايلبث أن يشعر المواطن بأن كل مايحدث مجرد حلول ترقيعية ومسكنات لا تسمن أو تغني من جوع، فمنذُ عام 2015م والعجز في الكهرباء يصل إلى 80% وساعات الأنقطاع إلى 16 ساعة صيفاً، وفي كثيراً من الأحيان قد تتوقف منظومة الكهرباء عن العمل بالكامل، بمجرد مرور عاصفة رملية أو رشة مطر مفاجئة، وقد سمعنا في إحدى المرات بأن فأراً كان سبباً في خروج هذه المنظومة الهشة بالكامل عن العمل وكأننا نستمع لحكايات قبل النوم.
مؤخراً تم إفتتاح محطة الرئيس هادي واستبشر الجميع بأن الحل قد وجد وأن المشكلة قد حُلت، وبعد تشغيلها للأسف وصلت ساعات إنقطاع الكهرباء في الشتاء لأكثر من 6 ساعات مقابل خدمة كهرباء لثلاث ساعات فقط وهكذا يستمر العناء، وماحدث في الأمس القريب يعتبر مؤشر خطير لقدوم صيف عصيب، إذا لم توضع الحلول العاجلة والخطط الواضحة، فهذه المحطة لن يكتب لها النجاح في حالة عدم توفر الإدراة والإرادة الحقيقية لعملها، وستبقى منظومة الكهرباء بالكامل مجرد هياكل عملاقة وخردة حديدية تتوقف بإنتهاء المازوت وتعود بعودته، وتنقطع بسبب التيار الراجع، وتخرج بخروج غلايات محطة الحسوة، وفوق كل ذلك تصبح رهينة لمماحكات السياسية الذي أدخلوها حتى في خدمة أصبحت حياة الناس مرهونة بها، وهكذا تستمر هذه الدوامة الذي لا نستطيع الخروج منها منذُ سنين طويلة.
ومن المفارقات العجيبة والغريبة أنه في الوقت الذي يوجه فيه أهالي عدن نداءات الإستغاثة لدعمهم وإنقادهم من الحر القاتل وخصوصاً في الصيف، نجد بأن الدعم الذي يصلهم هو العتاد العسكري الثقيل ودعم ساحات الحرب بالسلاح، وكأن الموت أصبح له أولولية عن الحياة، الكهرباء وتحديداً في عدن تمثل شريان الحياة بدونها تعتبر الحياة في عدن جحيم وعذاب خصوصاً في الصيف، وهناك حالات كثيرة لكبار السن والمرضى والأطفال الذين قضوا نحبهم بسبب مشكلة كان من الممكن إيجاد الحلول لها إذا توفرت الإرادة السياسية لذلك، وإحترام حقوق المواطن البسيطة في العيش الكريم.