أمي يا صنعاء يا موطن الكروم المتدلي من الأغصان ماذا دهاك في ليلة و ضحاها لتصبحي منبعا للأحزان؟ قتل فيك الشيوخ المتبندقين الطفولة والبراءة ...وعزة النفس و الحرية والإباءة.... الخوف بات حليفنا والقهر بات رفيقنا والحزن صار سميرنا ... حولولك من عاصمة الفنون والسحر المثير إلى مدينة البؤس والشر المستطير... عبث فيك الفاسدون بأرواح الأبرياء... وكتم شهادة الحق ذو اللحى الأتقياء!!! مات فيك حسن و خالد وهم يحلمون ببناءك ودفنت معهم أحلامهم تحت ترابك.. وفقدت بذلك بهائك و سنائك... أين طلعة محياهم؟ أين بريق إبتسامهم؟ قتلهم من لا يخاف فيك الله الواحد القهار وقتلوا معه الضمير الحي في الأخيار... ماذا جرى؟ وكيف ذا حصل؟ وهل قبض على "البطل"؟؟؟؟ وبأي ذنب قتلوا...وبأي ذنب قتلوا؟ وباي ذنب قتلوا!!! قد كنا أرتضينا بك عاصمة بلا كهرباء.. و ماء... و غاز... وها نحن نرتضيك اليوم أيضا عاصمة مليئة بالقتل... والأحزان ...و الألغاز... أصبح فيك حمل البندقية رمز للرجولة وأختفى معها حمل القلم الشريف وقول الحق "رمز البطولة" ...صار فيك الشيخ بلحيته الطويلة كاذب أفاق تحميه ثلة من المنافقين الأشرار من الرفاق... لماذا أرتضيتي يا أمي بهذا الحال؟ لماذا الصدق فيك بات من المحال؟ هل مات فيك كل ما أنجبتي من رجال؟ أين الأمانة التي نئت عن حملها الجبال؟ اجيبيني يا صنعاء يا أمي يا بلد المحبة والوئام... بأن الضمير لا زال حيا ولم نقرأ عليه السلام... وبأن القاتلين والمتسترين عن الجريمة والغارقين في وحل الوغى و الرذيلة غدا سيصحوا فيهم ما تبقى من ضمير.... لأنهم عرفوا ما معنى يوم المصير!!!! أفيقيني من ذهولي ...أفيقيتي من شرودي.. أفيقيني من كابوس جثم على صدري.. وعقلي.. و ضنوني... أخبريني بأن روحي خالد و حسن ترفرف في أعلى الجنان..أخبريني بأنهم أوصوا لمحبيهم من بعدهم الأمان...وهدئي من روع أطفالي... وأخبريهم بأن الحق لا يرتضي الظلم للأجيال...وباننا سنرى العدل فيك يسود وستطهرين من كل قاتل شرير حقود أخبريني يا أمي بأن عدل الله سائد فوق كل مستبد و متنفذ وفاسد... وأن أرضك الطهور لا مكان فيها للقتل ..والدجل... وإنكار الحق ... من رجال الدين من الزهاد والتقاة ومن هو في المحراب لله عابد... *من/ حليم حسن امان عم الشهيد حسن جعفر امان