تأملنا خيراً في الانتقالي بأن يقوم بتطبيع الحياة في عدن ولحج والضالع وأبين، و ترسيخ السلم الاجتماعي بين الناس، ولكنه للأسف يتصرف تصرفات فوضوية تفقده يوماً بعد يوم شعبيته، و التفاف الناس حوله. تابعنا باندهاش واستغراب التصرفات الطائشة، والفوضوية التي أقدمت عليها يوم أمس الأحد، أطقم عسكرية تابعة للانتقالي باقتحامها لإحدى مدارس الفقيد نجيب السلاّمي بطريقة مستفزة ، وخارج أطار القانون والعرف لصرح تربوي عدني تتخرج منه الأجيال في محاولة لبناء مجتمع متطور، و دولة مدنية عصرية. يمكننا القول أن عملية الاقتحام للمدرسة وترويع الأطفال والمعلمات من قبل أطقم مدججة بالسلاح غير مقبولة، ولا تخدم العملية التربوية، ولا السلم الاجتماعي للمدينة، ولا لسمعة المجلس الانتقالي، و ندعو محافظ محافظة عدن، الاستاذ أحمد حامد الاملس أن يكون له موقف و كلمة تجاه تلك الأفعال المشينة ، وأن يقوم بمحاسبة من قام بهذا الإعتداء، و وضع نظام يمنع تكرار هذه التصرفات المؤسفة . كما نستنكر وبشدة الحملة الإعلامية الغير مبررة من بعض الأبواق، ومن يطلقون على أنفسهم اعلاميين، بانتهاجهم اساليب عنصرية، وغير اخلاقية بحق الأستاذة ريم نجيب السلاّمي، مديرة المدارس، وهي إحدى بنات قبيلة السلاّمي العريقة في عدن ولحج، هذه القبيلة الضاربة جذورها في عدن ولحج، منذ أكثر من 1000 عام، و هي التي قدمت وتقدم التضحيات في جميع المنعطفات الوطنية والتاريخية، فهذه الأسرة، ابناؤها و شيوخها هم من حفروا الآبار ، وشيدوا الدور والقصور ، والمساجد والمدارس، والطرقات منذ مئات الأعوام في عدن، ولحج، و دونت مآثرهم وأعمالهم في كتب التاريخ التي يجهلها للأسف ابناء عدن اليوم، ولا يعلمون عنها شيئاً. هذه الأسرة قدمت الكثير من الشهداء ، منذ طرد الزيود المحتلين من عدن في 1732م وإعادة عدن لإهلها ، مروراً بسقوط أبناء و شيوخ و أمراء أسرة السلاّمي قتلى وجرحى على جبل صيرة، وسفوح و وديان عدن و حوافيها وهم يقاومون ببسالة العدوان الانجليزي على عدن عام 1839م ، و نضالهم في ثورة 14 اكتوبر 1963 ، حتى نيل الاستقلال في العام 1967م واستلام أحد ابناءها الشهيد فضل أحمد السلاّمي للقصر المدور ( مقر المندوب السامي البريطاني السير/ همفري تريفيليان ) ، مروراً بحرب 2015 م التي سقط فيها العشرات من هذه الاسرة فداءًا للأرض والعرض في عدن ولحج وغيرها من مناطق بلادنا الحبيبة، ويستمر دورها لدعم ومساندة عدن وأهلها حتى يومنا هذا.
في نهاية مقالنا هذا، ندعوا جميع شباب عدن إعادة قراءة تاريخهم، والتعرف على هذه الأسرة التي تمت محاربتها ومحاولة تهميشها لسنوات طويلة، في محاولة لمسح ذاكرة وتاريخ عدن واستبداله بتاريخ مزور، كما يسعدني أن أشكر كل من وقف معنا، وساندنا في هذه الواقعة، و كل من استنكر هذا العمل المخزي بحق مدرسة السلاّمي ، وبحق مدنية وسلمية عدن، فلهم منا كل الشكر والتقدير . د. حسام حسن السلاّمي 14 ديسمبر 2020