هذا هو المطلوب توظيف وتعين الفاشلين في مناصب ومواقع هامة وحيوية في مؤسسات الدولة ليستمر الفشل والفساد وتدمير كل مقومات الدولة التي أصلا لم تعد تعمل كمؤسسات ومرافق حيوية وهامة خاصة من بعد الوحدة وتحولت إلى اقطاعيات ومؤسسة خاصة لبعض الأسر والجماعات والشخصيات النافذة عسكرية ومدنية والتي تربطهم مصالح وعلاقات دولية على حساب الوطن، لا تستغربوا. هذا هو المطلوب ومانعيشه اليوم وخاصة من بعد حرب 2015م هو تكريس لتلك السياسة الممنهجة والتي اتبعها نظام صنعاء منذو بداية الوحدة المشؤومة والتي استمرت في عمل ممنهج ومخطط في تدمير الجنوب من المهرة وحتى باب المندب وذلك من خلال تخصيص كل المكاسب التي تحققت في جنوبنا من قبل وبعد الاستقلال من بناء مؤسسات ومنشاءت حيوية وبنية تحتية وخدمات وموارد ضخمة وتأهيل وتوزيع الكوادر المؤهلة والمهنية والمتخصصة والكفؤه في إدارة مؤسسات الدولة ومايحصل هو امتداد لتلك السياسة فالملاحظ انه يتم تعيين الفاشلين والفاسدين في اهم المؤسسات والمرافق الحيوية وبل ويتم اقصاء وتهميش القيادات والكوادر المؤهلة وأصحاب الكفاءة والخبرة والمشهود لهم بالنزاهة والإخلاص والوطنية والتفاني في عملهم واستبدالهم بشخصيات هزيلة تفتقد إلى اهم مقومات معايير الوظيفة العامة بشكل مناطقي وعنصري يعتمد على الولاء والمحسوبية والقرابة والشللية والحزبية والجهوية وذلك من تمكينهم في مفاصل الدولة من القمة للقاعدة ويتم ذلك بغطاء سياسي مناطقي جهوي بعيد كل البعد عن المعيار الوظيفي والمهني فادعوني أقتبس من مقال لادهم الشرقاوي حين عرض أنور السادات على الدكتور مصطفى محمود أن يتولى منصب في وزارة ، رفض قائلا ً: أنا فشلت في ادارة أصغر موسسة وهي الاسرة ، فأنا مطلق ، فكيف انجح في إدارة وزارة؟! فللأسف نحن نعيش في وطنٍّ مترامي الأطراف يعجُّ بالوزراء والمسؤولين الذين تبدو مناصبهم عليهم فضفاضة كطفلٍ لبس عباءة أبيه! لا أعرفُ أية إهانة في أن يعترف المرءُ أنّه لا يصلح لأمرٍ أُنيطَ به، على العكس تماماً، ولكن كيف أطلب هذه الدّرجة من النُبل وأنا أرى أن الكفاءة الوحيدة التي يملكها مئات الوزراء والمسؤولين في بلادنا هي عدم الكفاءة ! كثيرٌ من الأطباء الفاشلين صاروا وزراء صحة ومدراء مستشفيات، وكثيرٌ من الموظفين الفاشلين في وظائف صغيرة تقلّدوا وظائف كبيرة ، الضباط الذين صاروا جنرالات ووزراء دفاع ، الفاسدون يحققون في الفساد، وأصحاب الأرصدة المتخمة في بنوك سويسرا والبنوك العربية والاجنبية يسألون النّاس : من أين لكَ هذا ؟ متى سنعرف أهمّ قانون في علم الإدارة : إذا أردتَ أن تلغي هيبة منصب كبير عيّن فيه صغيراً، وإذا أردتَ أن ترفع من شأن منصب صغير عيّن فيه كبيرا ً! قد يفشلُ شخصٌ في جانبٍ من جوانب حياته الشّخصية وينجح في منصب عام ، لا أنكر هذا ، فيمكن لامرأة مطلقة أن تنجح في وزارة شؤون الأسرة، ويمكن لرجل لا يعرف ابنه في أي صفّ أن ينجح في إدارة مؤسسة ! ولكن هذا لا يحصل إلا نادراً ، فالشّخصُ الذي لا يعرف كيف يدير بيته لن ينجح في إدارة وزارته ، وهؤلاء حين نمنعهم من المناصب العامة فإننا نحميهم من الفشل، ونحمي الناس من إخفاقاتهم أيضا ً! ولكن يبقى السؤال : لماذا لا يعترف الفاشلون أنهم كذلك؟! ومتى سيرفض فاشلٌ منصباً أكبر منه، ويقول : اعذروني أنا لا أصلح لهذا الأمر، ولا أريد أن أبدو فيه مضحكاً كالطفل الذي لبس عباءة أبيه !