حصدت الحرب التي دارت منذ أغسطس في العام الماضي وحتى ديسمبر من عامنا الحالي الكثيرين، وسفكت الدماء وأزهقت الأرواح وعطلت مصالح الشعب المغلوب على أمره.. أقل ما يمكن أن نطلقه على هذه الحرب أنها حرب عبثية لاناقة ولاجمل للشعب المسكين فيها،ولا ذنب لهم غير أن القطبين المتناحران يريدان تصفية حسابات الوطنية الوهمية كلٌ على طريقته وأيدلوجيته ويسعيان لأن يكون أحدهما هو المسيطر على الأرض ليفرض سلطة الأمر الواقع مع أن الشرعية تملك الأحقية التي يعترف بها الجميع.. اليوم وبعد حرب طويلة الأمد (وقربان) بشرية كثيرة أكلتها نار هذة الحرب ( تصافح ) القادة وتعانقوا وعاد كل شخص إلى موقعه ومكانه وهو يعض أنامل الحسرة والوجع على (إنقطاع) الحبل السري الذي كان يسترزق منه تحت مظلة الدفاع عن الثوابت الوطنية الزائفة والتبيعة للغير، مقابل فتات لايسمن ولايغني من جوع.. تصافحوا وبات البعض ينتظر أن (تُقرع) أجراس الحرب مرة وتعود المشاكل لنقطة الصفر ويتوالى تقديم (القربان) الذي ستأكله هذه الحرب العبثية الهمجية اللأخلافية.. وبين هذه الحرب وتوقفها،وبين وطنيين وزائفين،وبين عبثين ومرنزقة هناك (حُلم مففود) يبحث عنه أبناء هذا البلد المنهك رغم إختلاف توجههم وإنتمائهم وينشدونه بعد أن (تفنن) اللصوص وباع من يدعون الوطنية الوطن في سوق (النخاسة) بثمن بخس دراهن معدودة. وكانوا فيه من الزاهدين.. اليوم باتت أقصى طموحات البسطاء أن يُوزع (الظلم) بتساوي وبعدل أو فلنقل بطريقة لايزداد فيها وجع المسحوقين وتتعاظم مآسيهم طالما والحلم بالوطن الآمن بات (مفقودا) مفقود والطريق إليه بات (مسدودٌ) مسدود.. ومع هذا الإعلان والتسمية للحكومة التي تبدو هشة هلامية من خلال تشكيلتها بات الوصول لدولة مستقرة آمنة مطمنة شبه محال، فلا شيء في هذه الحكومة يدعو للتفاؤل والسرور، فكل الاسماء المذكورة لاتحمل رأية وطن بقدر ما تحمل هم مناصب وكراسي..