أضحت ظاهرة التسابق على نشر الأخبار الصحافية المعنية بالإنجازات لبعض المسئولين والوكلاء موقع تساؤل، إن كانت تلك الإنجازات شخصية أم عملية؟ لم تقتصر تلك الأخبار على المواقع المحلية ولكن وصلت إلى الموقع التواصل الاجتماعي إذ من النادر جداً أن ترى خبراً على الموقع الإلكتروني عالج مشكلة أو شكوى. هذه العدوى موجود في معظم الوكلاء لإبراز صورهم وإنجازاتهم حتى وإن كلفتهم المال الكثير ، لا ضير في ذلك! ولكن السؤال لماذا؟ ناهيك عن بعض مدراء الإدارات الذين يحرصون على طباعة كتيبات ومجلدات تحوي إنجازاتهم في نهاية كل سنه لا بد من تسليط الضوء على هذه الظاهرة، ومحاولة الحصول على إجابة لها، إن كانت إنجازات المسؤول الحكومي شخصية أم عملية؟ ويتكون الإعلام الداخلي في أية جهة حكومية من أربعة عناصر رئيسة تقريبا، وهي: التقرير السنوي، ومجلة إعلامية تصدر دوريا، والموقع الإلكتروني للجهة على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى إصدار كتب دعائية، وإرسال تصريحات مسؤولي الجهة إلى الوسائل الإعلامية المختلفة. والعناصر السابقة للأسف جميعها تهدف إلى تلميع صورة الوكيل والمسئول وتضخيم منجزاته الوهمية في بعض الجهات الحكومية ، وليس إلى إيصال رسالة الجهة، وتفعيل التواصل بينها وبين المواطنين كما هو مفترض، ولا أبالغ إن قلت إن هذا "التلميع" قد يكون الهدف الرئيس لبعض المسؤولين وذلك على حساب الأهداف الحقيقية للجهة الحكومية نفسها. فقد نجد أن عدم اكتراث بعض المسؤولين بمجريات الأمور والعمل في جهاتهم، وعدم مبالاتهم بذلك، وتفريطهم حتى في القيام بواجباتهم المطلوبة منهم، بقدر اهتمامهم بالصياغة الإنشائية واللغوية للتقارير السنوية، والحرص على مراجعة مسودات المجلة قبل إصدارها، وقضاء الساعات الطويلة في مراجعة الصيغ النهائية للتصريحات وإعداد الكتب الدعائية التي ليس لها علاقة بأعمال الجهة نفسها، وإنما بالسيرة الذاتية لهذا المسؤول. وإذا ما أردنا تحليل أداء المسؤول الحكومي سنواجه بعض الصعوبات، أبرزها، تدني جودة البيانات والشعور السائد بالتردد في معالجة الإخفاقات والمحاسبة الخوف أن تنتقل حالة بعض المسؤولين الحكوميين في تقديم صورتهم على ما هو مطلوب منهم إلى أشخاص آخرين مثل مدراء الإدارات والمرافق الحكومية ، الذين أخذ البعض منهم يتسابقون على رسم صورتهم كمسؤولين حكوميين في حين أنهم مدراء فقط اليوم وللأسف الشديد نجد وكيلا لشؤون الشباب بات يتدخل في أمور ما كان يُفترض أن لايتدخل فيها ك الاغاثه واستلام معونات وغيرها ، والسبب هو من عينهم وكلاء أعلم عن معظم المرافق الحكومية تتعمّد فيها تهميش جميع كفاءاته، وتعيين الوكلاء والمدراء الفاشلين كفائياً خلاصة القول: العسر لن يدوم والشدة لن تطول والليل يتبعه فجر والصبر أجمل العبادات في ظل الظروف التي تمر بها الدولة من تقلبات اقتصادية وسياسية وتهديد أمني يتطلب منا الثبات والصبر على عزم الأمور، وتسليط الضوء على مكامن الخلل والقصور ومحاسبة المقصرين لتحصين جبهتنا الداخلية. حمى الله اليمن وحضرموت من كل مكروه