في هذه الأيام سيبدو الحديث عن المستقبل شيئاً ساذجاً، ودعاوي الغد المشرق خبراً كاذباً وغير منطقي، تماماً كمثل من يتحدث امام اصم. ذات مقيل وانا مع شخص نتبادل الحديث حول الامل والمستقبل وما الى ذالك، بمحاولة للتشبيه يقول: أشعر أن الطريق إلى مستقبلي أشبه برجُل ستيني حافي القدمين يمشي على أرض مليئة بالزُجاج المكسور وعكازُه لا يكاد يسعفه ليصل. الاغلبية من الناس يظل اسيراً لظروفه او البيئة المحيطة به، دون ان يفكر خارج اطار ذالك، بقصد لا يفكر على المدى البعيد او بمعنى لا يطرح فكرة او هدف لمستقبله .. بالرغم ان الانسان عليه ان يرسم لنفسه فكرة او هدف يومي - اسبوعي - شهري - سنوي، يعمل جاهداً لتحقيق او انجاز تلك الفكرة او الهدف ! على الجميع ان ينظر للمستقبل نظرة تنعكس على الواقع، ولا يربط الوقت الراهن مع المستقبل. اذا استمرينا بالاستسلام لما يحدث حالياً، ليس بإمكاننا ان نحدث فرقاً ولو تمكنا من امتلاك التسهيلات .. اذا نظرنا للحقيقة نجد أن قاطرة الأيام لن تنتظر او تتوقف حتى يصفو مزاجنا لتمضي .. إما لحقتها وذهبت بك إلى مستقبل ربما هو أفضل أو ذهبت وتركتك وحيداً في واقع رأيت بأمّ عينك سوءه. إحدى محاولات النجاة أن تعمل للمستقبل لا أن تتوقف لاعناً المجريات والاخداث، قاتل بشغف لا تستسلم للظروف والمعوقات، حارب لا تتوقف عن السير نحو ذالك حتى تصل. الاسباب النفسيه والخطوات العملية التي يتركز عليها محور المشوار والمضي قدماً نحو المستقبل وعدم الاستسلام لأمر الواقع ومحاربة المعوقات، ومقاومة الصعوبات، وعدم الاكتراث لنظرة من حولك بداية عملية في رسم طريق النجاح ؛ الرغبة الداخلية والتحفيز المعنوي والثقة بالنفس والكفاح المستمر .. سمات اساسية في طريق النجاح. بلا شك البيئة المحيطة بك تلعب دوراً هاماً في كل ذالك، لكن لا يمكن ان يخلى الواقع من الألآم والمعاناة والتضحية.