عبدالملك يمثل ما يعرف بالفكر اليمين المتطرف، بينما كيم يمثل التطرف اليساري.. لكن ما يجمعهما ثقافة "القطيع" الأتباع والأنصار. قد يفرق اليمنيين وخاصة الجنوبيين بين حالة القطيعين، قطيع الحوثي وقطيع كيم. السبب في نظرة وتقييم الجنوبيين للفكر الحوثي خلافا لنظام كوريا الشمالية هو الخلفية الثقافية المتمثلة بالتجربة الاشتراكية. النظام الاشتراكي في جنوباليمن انتهى، لكن الثقافة المكتسبة لا تنتهي بسهولة، لدرجة ان علماء الاجتماع يقولون ان الثقافة المكتسبة "تحتل" العقل للأفراد والمجموعات. كثير من الجنوبيين قد يرى أن الفكر الحوثي رجعي متخلف، بينما قد لا يصف نظام كيم الكوري بالتخلف. لأنه يرى الاشتراكية حركة تقدمية، بينما الحركات الدينية تمثل الرجعية والتخلف. هذا ربما يفسر العداء الحاد لبعض الجنوبيين لحزب الإصلاح. قد لايدرك الكثير أن أحد الأسباب في الغالب هو الثقافة المكتسبة خلال فترة الحكم الاشتراكي. رفض للحوثي في الجنوب مقارنة بالشمال. قاعدة الإصلاح أوسع في الشمال مقارنة بالجنوب. كل هذه المواقف المتباينة غالباً تكون بتأثير من ثقافة سابقة مكتسبة سواء في شمال اليمن أو جنوبه. أهم من كل ماسبق ذكره00 الخطورة من طول أمد سيطرة النظام الحوثي في الشمال. سوف يحدث تغيير كبير في ثقافة جيل كامل من أبناء الشمال "القطيع الحوثي". نص منقول لأحد الآباء في صنعاء : (أثناء تواصلي مع بنتي (تدرس بالجامعة) إذا بها تحدثني عن بعض الدكاترة وكيف أن لديهم أسلوب إقناع ..وأن الطلاب أصبحوا يرددوا الصرخة من أنفسهم قناعًة بها وأن الدكاترة يرسلون مقاطع وفلاشات عن السعودية والامارات واسرائيل بصورة منتظمة ومعدة بعناية تقنع المتابع بصوابية نهج الحوثيين. والمخيف أنه رغم توعيتنا لأولادنا إلا أن أفكارهم تتذبذب فما بالنا بالأعوام) الخلاصة والفائدة : المقال لا يقيم ثقافة أو فكر، الحديث عن أثر الفكر وتشكيله "للقطيع"، الذي لا يتحول لمجرد أتباع فقط، بل أنصار تبرر وتدافع عن الثقافة المهيمنة عليه والمحتلة للعقل أو المستعمرة له. سلوك القطيع فيه يتخلى الفرد عن فكره الحر ليتبع الفكر الجمعي لجماعته "القطيع" . من أبرز مظاهره في تعاملنا مع وسائل التواصل، النقل دون التأكد من المصدر وصحة المعلومة لمجرد أن المنقول يتماها مع ثقافة القطيع. حرر عقلك...