في ظل الانفلات الأمني الذي تسببت به الحرب ؛ وماتلاها من تداعيات شملت كل المحافظات وفي مقدمتها العاصمة عدن ، عانت مديرية دارسعد كثيرا من هذا الفلتان الامني ولولا الجهود المبذولة من قبل رجال الأمن، من منتسبي المنطقة الأمنية السابعة واقسام الشرطة التابعة لها في المدينة وضواحيها، لما نعم المواطن بشيء من الطمأنينة وراحة البال، وتلك كلمة حق نقولها؛ ولا تغيب دلالاتها عن المتلمس القريب لأوضاع هذه المديرية الشاسعة في مساحتها، والكبيرة من حيث عدد السكان ؛ وبالتالي من حيث حجم المسؤولية الملقاة على عواتق رجال الأمن والقيادات الأمنية فيها . ومع كل تحسن في الجانب الأمني يلمسه المواطنون في المديرية، كان منتسبو المنطقة الأمنية السابعة تحديدا يدفعون ثمن ذلك غاليا من الشهداء الذين سقطوا في ميادين الشرف ومنهم على سبيل المثال الشهيد البطل عبدالكريم عبدالله عبده نائب مدير أمن المنطقة السابعة، والشهيد البطل فهمي الصبيحي مدير قسم شرطة بئر فضل ونائبه، والشهيد البطل خيران سالم الكازمي أحد أفراد قسم الانشاءات بالإضافة إلى خمسة شهداء قضوا وهم بداخل قسم شرطة البساتين جراء اعتداء إرهابي ، فضلا عن غيرهم من منتسبي أقسام شرطة دارسعد القديم، وشرطة بئر فضل، وشرطة دارسعد الإنشاءات، وشرطة البساتين ، ممن ينضوون في إطار المنطقة الأمنية السابعة .
تضحيات وجهود جبارة بذلت من منتسبي أمن المنطقة السابعة وعلى رأسهم مدير امن المنطقة العميد محمد أحمد مقبل السكرة، ونائبه الحالي العقيد محمد عبدالله علوي ، بالإضافة إلى القائد منيار عبدالعزيز مدير قسم شرطة دارسعد القديم، والقائد عدنان علي بن علي مدير قسم شرطة المغتربين ؛ والقائد مصلح الذرحاني مدير قسم شرطة البساتين ، والقائد سالم الكازمي مدير مخفر العماد وماجاورها ، ومدير قسم شرطة بئر فضل .. والقائمة تطول .
لقد عمل هؤلاء في ظروف صعبة وخطيرة عقب العدوان الحوثي على المديرية، والحمد لله فقد تكللت جهودهم بنسبة مقبولة من النجاح الذي تحقق رغم انعدام الإمكانيات اللازمة لتسيير العمل، ولي أن استشهد هنا بقسم شرطة دارسعد القديم الذي مازال منتسبوه يعملون في مبنى مؤقت يتكون من حجرتين، فيما مبنى القسم ينتظر وكيل العاصمة عدن لشؤون المشاريع كي يفي بوعده مع المقاول من أجل البدء في تنفيذ مشروع إعادة تأهيل المبنى الرسمي للقسم المتوقف منذ سنوات .
واذا ما اردنا الوفاء بواجبنا نحو منتسبي الأمن في مديرية دارسعد، فلن نجد الوقت والمساحة لمنحهم ما يستحقون، عطفا على حجم الانجازات التي تحققت على أياديهم، والظروف العصيبة التي عملوا ومازالوا يعملون في ظلها، لكننا نوضح؛ وبالمختصر المفيد بأن ما بذل في هذه المديرية ومازال يبذل ليس بالشيء الهين، كما ان حجم التضحيات في صفوف رجال الأمن وقادتهم يحتم علينا جميعا ان نقف وقفة إجلال، سائلين المولى عز وجل ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل ؛ كما نأمل ان يجد من لا زال في مواقع الشرف التقدير المستحق والدعم اللازم، ليكملوا رسالتهم في تثبيت الأمن والاستقرار على مستوى المديرية وانعكاس ذلك ايجابا على مستوى العاصمة عدن .