طالعت خبرا في موقع عدن الغد لخص فيه لإجتماع بمحافظة أبين يوم أمس الأحد والذي تحدث فيه مدير مكتب الضرائب بمحافظة أببن عن المبالغ الكبيرة والضخمة التي هي الإيرادات المركزية للعام المنصرم وضرائب القات لهذه المحافظة (الكحيانة) بسبب أهلها وسادتها المسئولين فيها.. إيرادات ضخمة وكبيرة في محافظة أقل ما يمكن أن نصفها به أنها (منكوبة ومدمرة ومُهملة كلياً) ولايوجد فيها ما يدل على معالم الحياة بعد الحروب المتتالية التي دارت رُحاها فيها وأهلكت الحرث والنسل ودمرت كل شيء فيها.. للقارئ أن يتخيل أن هذه المحافظة التي تعد (كبش) الفداء وساحة الصراعات والنزاعات السياسية والعسكرية توجد بها كل هذه الإيرادات الهائلة ولم تستعد عافيتها أو تخرج من بوتقة الحاجة والحرمان والإهمال والدمار الذي كلما مررنا به شعرنا بفداحة وقسوة الحروب وخساسة الساسة وحقارة من يدعون حبهم لأبين.. حقيقة لا ادري أين تذهب كل هذه الإيرادات مع أن معظم أبناء هذه المحافظة يعيشون على المساعدات والفتات الذي تقدمه المنظمات والتي لاتخلو هي الأخرى من سياسة اللصوصية والسرقة والفساد الذي (عشعش) في دواخل سادتها الكرام.. ثلاثة مليار وأثنين وستين مليون ريال هذه فقط الإيرادات المركزية،فيما ضرائب القات بلغت أربعمائة وواحد وخمسين مليون وتسعمائة الف وسبعة وأربعون ريال، كل هذه إيرادات المحافظة (البآئسة)خلال العام 2020م والتي لا ندري أين ذهبت، وماهي المصارف التي صُرفت فيها خلال هذه الفترة؟ مؤلم جداً أن نتحدث عن أرقام مالية كبيرة في أبين ولايزال ركام الحرب ومخلفاته وتبعاته ظاهرة للعيان، مؤلم أن تذهب كل هذه المبالغ الكبيرة أدراج الرياج بل فلنقل إلى جيوب الهوامير فيما محافظتهم تئن وتتوجع،وأبنائها يعانون المرار ويعاقرون الحرمان ويموتون جوعاً وكمداً وحسرة.. من سيجيب عن هذه التساؤلات المشروعة وبشفافية مطلقة وبأرقام ووقائع لمشاريع وإنجازات أخذت نصيبها من هذه الإيرادات؟ لا اظن أنه سيجيب أحد لان الكل لايريد الحديث عن هذه المبالغ التي تذهب يمنة ويسرة ويتناصف الهوامير نسبتها دون مخافة من الله.. لا أجد ما أكتبه ولا أقوله بعد كل هذا،نبحث عن المعونات والمساعدات والفتات ونستجدي الشفقة والرحمة من الآخرين فيما خيرات محافظتنا تتلاشى وتذوب في جيوب اللصوص وأصحاب الكروش المتدلية.. دمتم لأبين (لصوصاً شامخين).. فهد البرشاء 1 فبراير 2021م