يقول علي ناصر محمد أن تجربه اليمن الديمقراطي لم تكن سوى صراعات عنيفة من أجل السلطة أو في سبيلها وأن هذه التجربة لا تحمل ما يمكن الاعتزاز به. هو محق في ذلك لقد أتت جمهورية اليمن الدمقراطية الشعبية بعد أن قضت على جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التي أُعلنت يوم 30 نوفمبر 1967 في مدينة الشعب ((الاتحاد)) بعد نضال وتضحيات من الشهداء وجهد وسجون من قبل قائدة الثورة الجبهة القومية والشعب والجيش ولنأخذ من البدايات الأولى للتجربة التي يمكن الاعتزاز بها ونأخذها بالتفصيل لما عشناه فيها وأنت معنا في تكوين وابراز الجبهة القومية قحطان الشعبي ((شاكر)) وفيصل عبد اللطيف الشعبي ((عبدالقادر)) الاثنان قيادة لهما السبق في اعلان الجبهة القومية كتنظيم قائد يقود العملية النضالية والسياسية وهذا تطلب جهداً وعملاً استغرق سنوات في البداية كانت تجميع المثقفين والقوى السياسية من عدن ولحج والمحافظات الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة، عمل تحت الأرض وثورة بعدها، حصول فيصل الشعبي وعلي السلامي على موافقة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بالدعم المالي والعسكري بعد زيارتهم له عام 1963 اثناء وجود فيصل بالدراسة في القاهرة وفي نفس العام انطلقت الثورة من ردفان بفصيل من فصائل الجبهة القومية وهو فصيل القبائل. التقطت الجبهة القومية تاريخها فثار الرجال الذين جمعهم ونظمهم فيصل عبد اللطيف ((عبد القادر)) في كل من عدن والمحميات الشرقية والغربية ونظمت الجبهة القومية نفسها جيداً ودربت الآلاف وأكثر من الفدائيين وتولت المسؤولية على جبهات القتال عبد مكتبها في تعز الذي ضم المكتب المالي والعسكري والقومي فكنت أنت وانا من عمل في مكتب تعز في تلك الفترة وواجهنا الكثير من المؤامرات وقطع الدعم المصري والمظاهرات التي سُيرت على مكتب الجبهة القومية في فبراير عام 1966 فاضطررنا إلى فتح بيوتنا بدلا عن مكتب الجبهة القومية الذي اغلق من قبل المخابرات المصرية واستقبلنا في تعز كل قيادات الجبهة القومية السياسية والعسكرية للوقوف أمام مؤامرات الدمج 13 يناير 1966. جبهة عدن فتحها فيصل عبد اللطيف الشعبي ((عبد القادر)) الذي استخدم زكي فريع من حركة القوميين العرب ولم تذكر فيصل باستقدامه وهو الذي وجدو في حقيبته اسماء اربعين من الفدائيين ضبطتها المخابرات البريطانية وسجت بهم في السجون من ضمنهم قيادتهم نور الدين قاسم فقام فيصل بمعالجة هذه الضربة واعادة العمل الفدائي في جبهة عدن على حيويتها ونشاطها من جديد عام 1965. تعرض الرجل إلى التآمر عليه واعتقاله في القاهرة هو وقحطان ثم عاد من القاهرة لمواجهة التآمر على الثورة من قبل الثورة المضادة وعناصرها في الجبهة القومية والمخابرات المصرية على رأسهم عبد الفتاح اسماعيل الذي كشفه علي ناصر في مذكراته بانه بعث برسالة بواسطة سالمين إلى علي السلامي ليبارك له عملية الدمج لقد عقد فيصل المؤتمر الثالث للجبهة القومية واعلن الانفصال عن جبهة التحرير بمباركة 40 من القيادة العامة للجبهة القومية اعتقلت على اثره المخابرات المصرية ثلاثة من قيادات الجبهة القومية محمد سعيد مصعبين، علي محمد سالم الشعبي، بعبد الله مفتاح فضلي. من عام 1963 إلى يوم الاستقلال لو احصينا الشهداء الذين قتلوا من الفدائيين وجيش التحرير فهم بالمئات وهم من تعتز بهم الجبهة القومية وليست بالصراعات العنيفة المتطرفة من قبل الانقلابيين الطامعين في السلطة تحت شعارات نايف حواتمة وعبد الله الاشطل خريجي جامعة بيروت في الاشتراكية العلمية والعناصر الانقلابية الذين قالوا أنهم فهموها على الطاير كما صرح احد قيادتهم وحولوا تاريخنا إلى صراعات على السلطة لا يمكن الاعتزاز بها.