السلام عليكِ يا "لارا" السلام على روحكِ المباركة.. السلام على قلبكِ الأبيض.. السلام على حبكِ الباقي.. السلام عليكِ يوم ولدتِ ويوم رحلتِ ويوم تبعثين.. أما بعد.. في عيد لم أحتفل به قط ، تبادل فيه المحبون الهدايا ، لم أحتفل مثلهم، لم أهدي مثلهم ، لكنني تفردت بحبكِ ، كل يوم وليلة ، فكنتِ لي عيداً كل لحظة.. في كلماتي أصوركِ ، أخاطبكِ، أضاحككِ ، بلا إجابة أناديكِ ، وبين السطور ألاقيكِ في نبضات قلبي أحاكيكِ ، وبين غفواتي أسليكِ ، دون يأس، ولا تعب كل ما بقلبي أهديكِ.. لازلت أحتفظ بجميع صوركِ، أعود إليها كي أبحث فيها عن تفاصيلكِ ، وبلهفة الغريب المشتاق إلى وطنه أعانقكِ ، فأحن ليديكِ الدافئتين، أقبل عينيكِ البريئتين ، أشكو لهما ضعفي وقساوة أيامي، ثم أعاتبكِ على فراقي ، عفواً على إحتراقي.. آخذ هاتفي ، كي أمارس الطقس الأخير ، أضع رقمكِ، أكتب لكِ الرسالة الخمسين بعد الألف ، وأربط معكِ الاتصال الستين بعد الألفين.. في كل مرة أنتظر جوابكِ ، يقشعر بدني ، تتسارع دقات قلبي ويداي ترتجفان من شدة الشوق ، دعيني لا أكذب عليكِ ، الحقيقة أنهما ترتجفان من شدة الخوف ، الخوف من سماع صوتكِ بعد عامين ونصف من الصمت.. أنتظركِ لساعات طويلة حتى يأخذني النوم، فتظهرين في منامي متوهجة بفستان أبيض ، تناديني "صهيب ، صهيب" أتقدم نحوكِ خطوة ، فتبتعدين خطوتين ، تطول المسافة بيننا، فأجدكِ قد أصبحتِ سراباً مختفياً هناك في الأفق البعيد.. أستيقظ باكراً ، أرتدي البدلة الحمراء التي تعجبكِ ، أضع في حقيبتي مذكراتي الليلية ونوع وردكِ المفضل ، أركب السيارة ، ثم أتوجه إليكِ حيث ترقدين بسلام في عالمكِ الآخر.. أدخل المقبرة ، فأشعر بطيفكِ يحضنني كما كنتِ تفعلين قبل عامين ونصف عندما نلتقي بعد الغياب.. أجلس على ركبتاي أمام قبركِ ، احشر رأسي بتراب قبركِ ، أرويه بدموعي وأغلفه بالورد الأحمر ، أتبادل معكِ أطراف الحديث، وألومكِ على تجاهل رسائلي واتصالاتي ، ثم أفتح مذكراتي وأقرأ عليكِ آخر خاطرة كتبتها لكِ بعنوان : "لا عيد للحب بدونكِ"