تلى إسقاط الحوثيين من لائحة الإرهاب هجوم مركز وواسع منهم على مأرب للسيطرة عليها وعلى آبار النفط بالكامل لفرض أمر واقع للاعتراف بهم كدولة في الشمال ذات نظام يشترك فيه جميع الأحزاب والقوى السياسية الشمالية لا غير يوفر المناخ الملائم لتشكيل حكومة وحدة وطنية مركزية في صنعاء ، استنادا إلى ما يفضلون الرجوع إليه من المرجعيات الثلاث أو غيرها. . ولو تم تعزيز هذا التوجه بقرار أممي في القريب العاجل فإن من دون شك الوزراء الذين يمثلون النصف الشمالي في حكومة المناصفة بيمترشون وخاصة أولئك الذين لا يطيقون العمل في عدن تحت راية الجنوب.
وربما يتحالفون مع الحوثيين ويدخلون معهم في حكومة وحدتهم الوطنية، لأنه لن تبقى مناطق محررة في الشمال تمنحهم الحق للبقاء في حكومة المناصفة. ويبقى الجنوب وحده المقصود به المناطق المحررة إذا سقطت مأرب بيد الحوثيين، وبالتالي فإن الوفد المفاوض الشمالي سيكون ممثلا عن حكومة ونصف بينما الوفد الجنوبي المفاوض عن المجلس الانتقالي الجنوبي سيكون يمثل نصف حكومة رغم إيماننا بأنه يمثل الجنوب كله ولديه القدرة في ذلك.
المهم هل سيقبل المجلس الانتقالي الجنوبي بأن يكون وحيدا في المفاوضات مع الشمال بوفده الذي نسبته الربع بينما الوفد الشمالي ثلاثة أرباع؟ وخاصة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعو إلى إجراء حوار بين اليمنيين وحدهم أولا كل طرف مع الأحزاب والقوى السياسية في إطار ساحته جنوبيون في الجنوب وشماليون في الشمال.
وبالنسبة لنا في الجنوب ندعو الأحزاب والقوى السياسية الجنوبية التي مازالت مرتبطة باليمن أن تعلن فك ارتباطها في أسرع وقت حتى لا تتأخر الحوارات الجنوبية الجنوبية والتي يفترض لها أن توجه نحو الاتفاق على شكل الدولة الجنوبية الحديثة ونظامها الفيدرالي الديمقراطي التعددي البرلماني وشغل الشواغر الذي سيخلفها وزراء النصف الشمالي في حكومة المناصفة والذين حتى لم يقدموا شيئا لتصحيح الأوضاع في عدن والحنوب سواء توفير الخدمات أو مكافحة الفساد الفساد.
وأي حزب جنوبي أو قوة سياسية جنوبية يتخلفون عن الحوار الجنوبي الجنوبي ويرفضون المشاركة فيه فإنهم يؤخرون بدء المفاوضات بين الجنوب والشمال وبالتالي يعرقلون خطوات إعلان الدولة الجنوبية والدولة الشمالية مما سيجعلهم معرضين لغضب شعبي وثورة جماهيرية كل طرف في إطار حدوده تلبية لدعوة الأوطان.