من المعروف عن مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء بأنه قد أقر ضمن مخرجاته بأن يكون شكل دولة بنظام إتحادي من ستة أقاليم حيث تقع أربعة منها في المحافظات الشمالية واثنان في المحافظات الجنوبية.. وعلى أن تكون السلطة مناصفة بواقع (50%) للشمال ومثلها للجنوب مع ضرورة إعطاء الحراك الجنوبي نسبة (75%) من الحصة السلطوية المحددة للجنوب في إطار المبادرة الخليجية المزمنة التي تضمنت تلك الحلول للأزمة اليمنية وافرزت إنتخاب الرئيس (هادي) كرئيس توافقي وحيد دون منافس في عملية الاقتراع .. لكن الأطراف الشمالية التي وقعت على تلك المخرجات قامت بالانقلاب على مشروع الدولة الإتحادية في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014 واختطاف بن مبارك بهدف عدم عرض مسودة الدستور واستمرت في الانقلاب على شرعية (هادي) بالقوة العسكرية واجتاحت المحافظات الشمالية والجنوبية وأجبرت الرئيس الشرعي على المنفى الى السعودية ... وبعد قيام المقاومة الجنوبية في التصدي للمليشيات شمالية الانقلابية وبمساندة من دول عاصفة الحزم الخليجية تم تحرير وتطهير محافظات الجنوب التي أعادت للشرعية وتحالف العربي حفظ ماء الجوه بأن تستمد الشرعية المعترف بها دوليا التواجد على الأرضي الجنوبية المحررة وأعلنت عدن عاصمة سياسية مؤقتة وصنعاء عاصمة محتلة .. ومن خلال ما أفرزته نتائج الحرب بين المحافظات اليمنية المحررة والمحتلة أصبح هناك واقع جديد على الأرض يتجاوز مشروع الدولة الاتحادية و حق مناصفة السلطة بين الشمال و الجنوب وخصوصًا في ظل إستمرار الحرب من قبل تحالف الشرعية على ضرورة تحرير الأراضي الشمالية من تحت قبضة الانقلابيين على مدى خمس سنوات حتى يومنا الراهن فلم تتحرر أي محافظة شمالية .. وبما أن هناك قاعدة سياسية و أخلاقية كان من المفترض أن تلتزم بها الشرعية وهي ( من لم يشارك من الشماليين في عملية التحرير ليس له حق المشاركة في عملية البناء على الأراضي اليمنية المحررة ) ومن العيب والمعيب أن يأتي أي شمالي رئيسا للحكومة او وزير أو كيل او رئيس مصلحة أو مؤسسة أو جهاز ويتربع على عرش سلطة في العاصمة عدن المحررة بسواعد الجنوبيين و ويشارك في مرحلة البناء و محافظته شمالية المنتمي إليها ما زالت محتلة من قبل الحوثيين. . فإن كان هناك إنصاف وعدالة لدى الشرعية وتحالف فعليها أن تعيد النظر على واقع المحافظات المحررة البالغ عددها (9) منها محافظة شمالية واحدة فقط وهي (مأرب ) في حين أن كافة المحافظات الجنوبية ال(8) محررة وعلى هذا الأساس العددي لتحرير يكون توزيع الحقائب الوزارية بحيث يكون الأبناء محافظات الجنوب المحررة عدد (31) حقيبة وعدد (4) حقائب لأبناء محافظة مأرب وكلما تحررت محافظة شمالية يتم سحب حقائب على الجنوبيين حتى نصل إلى مناصفة السلطة بعد تحرير كافة المحافظات الشمالية .. و أما ما يتم تسريبه من تسويات عن حوار جدة من قبل الجنة السعودية التي تجلس مع وفد الانتقالي على انفراد ومع وفد الشرعية بنفس الآلية دون القدرة على جمع الطرفين على طاولة مستديرة ، فإن صدقت الشائعات بأن التسوية تضمنت مناصفة السلطة بين الشمال والجنوب فإذا وقع فعلآ وفد الانتقالي على ذلك الذي يزعم بأنه الممثل الحصري للجنوب فإنهم قد ارتكبوا جرم سياسي لا يغتفر بمناصفة سلطة مع أبناء المحافظات ابشمالية التي ما زالت محتلة فليس لهم حق مشاركتنا في عملية البناء في الجنوب المحرر فأن مجرد الامضاء على هذه تسوية ينسف ما توصل إليه (ابوسند) من حوار ندي (8) مقابل (8) وبهذا يكون وفد الانتقالي دفن القضية الجنوبية بمناصفة السلطة في جدة !!