ست سنوات و أيام تفصلنا عن دخول عامها السابع من عمر الحرب و لا تزال تدور رحاها و تطحن الشعب اليمني.. سنوات حصدت أكثر من ربع مليون من القتلى و الجرحى و عشرات الألآف من المهجرين و الأسرى و المخفيين.. سنوات من الحصار و الدمار و الفقر و الأمراض و الفوضى العارمة.. سبع سنوات من حرب عبثية لم يستطع أي من المتحاربون حسمها.. سبع سنوات غابت فيها الأخلاق و الأنسانية و سادت فيها قيم تجار الحرب و السياسة.. سبع سنوات لم يكن للمواطن فيها أدنى حقوق و حسبان.. ألم يحن الوقت لوقف تلك الحرب و عبثيتها؟ تلوح في الأفق بوادر سلام برعاية أممية و أمريكية ، فالإدارة الامريكية الجديدة بدأت خطواتها نحو إحلال السلام و وقف الحرب في اليمن ، و على الرغم بسابق معرفتنا ان الأمريكيين لا يعملون شيئا لوجه الله و الأولويات بالنسبة لهم هي مصالحهم ، الا ان علينا التعاطي مع مبادرتهم ، طالما و أنها تؤدي في نهاية الأمر لوقف تلك الحرب التي أنهكت الجميع. ترى إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن ان الحرب في اليمن و إستمراريتها تعتمد على الدعم الخارجي للإطراف المتحاربة ، و إن هناك إستحالة للحسم عسكرياً لأي من تلك الأطراف ، و ان وقف الحرب و حسمها لن يكون الا عن طريق حوار و سلام يصنعه اليمنيون أنفسهم دون تدخل خارجي ، و لهذا أتخذت الإدارة الامريكية خطوات أولية لوقف الدعم و التدخل الخارجي و الدفع نحو حوار يمنياً يمنياً دون وصاية. سبق لليمنيين ان اجتمعوا و تحاوروا في مؤتمر الحوار الذي فشل لعدم وجود الضمانات الدولية لتنفيذ مخرجاته و الذي فشل أيضاً بأيعاز من دول خارجية و أقليمية تدعم أطراف و جهات داخلية لتنفيذ إجنداتها السياسية و الفكرية.. و اليوم و بما ان الولاياتالمتحدةالأمريكية القوة العظمى في العالم ترعى عملية السلام المزمعة و بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة و مبعوثها الدولي ، و بما ان هناك خطوات لتحييد الخارج من التأثير على الأطراف ، فعلى الجميع إنتهاز تلك الفرصة رأفة و عطفاً على حال المواطن و رفع المعاناة التي أثقلت كاهله.. و أظن ان تلك الفرصة هي فرصة السلام الأخيرة للحفاظ على ما تبقى من روح المواطن التي لا تزال تبحث عن وطن مفقود..