التقى مدير بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عدن السيد عبد الرحمن اسماعيل ممثلين عن وسائل الإعلام ، و استعرض خلال اللقاء الأوضاع الإنسانية في اليمن و تدخلات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتخفيف من معاناة المتأثرين بالصراع و الأكثر احتياجا. كما تطرق لمفهوم الحماية في اللجنة الدولية و دور الوسيط المحايد الذي لعبته منظمته في تبادل المحتجزين في شهر أكتوبر من العام الماضي. استهل مدير بعثة اللجنة الدولية حديثه عن مركز الصليب الأحمر لرعاية مرضى كوفيد-19 ، حيث قال : بدأت مهمتي في عدن في اليمن في ابريل من العام الماضي ، قضيت الأيام الأولى من تواجدي في الحجر الصحي، حيث كانت الاجراءات التي طبقتها السلطات الصحية تقتضي ذلك. أجريت الكثير من اللقاءات مع الزملاء عبر الهاتف ، تحدث الي الزملاء حول أقارب لهم أصيبوا بالفيروس او فقدوا حياتهم جراء اصابتهم. كانت أيام عصيبة على السكان هنا و على الزملاء.
و أضاف ، و بحكم كونها متواجدة في اليمن منذ عقود للتخفيف من تبعات الصراع على اليمنيين، استشعرت اللجنة الدولية ضرورة الاستجابة للجائحة و من هنا بدأ التفكير في انشاء مركز الصليب الأحمر لعلاج مرضى كوفيد-19.
و أردف ، أنشأت اللجنة الدولية، بالتعاون مع الصليب الأحمر النرويجي و الصليب الأحمر الفنلندي و بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر اليمني ، مركزا مؤقتا لتقديم الرعاية الطبية للمرضي المصابين بفيروس كوفيد-19 لعلاج الحالات الخفيفة و المتوسطة، في مستشفى الجمهورية بعدن . أدار المركز منذ انشائه في سبتمبر طاقما دوليا تم تعيينهم مؤقتا ، و بلغت سعة المركز 30 سريرا.
لقد كانت أولوية اللجنة الدولية هي ضمان توفير الرعاية الطبية لمرضى كوفيد-19، و توفير الإمدادات الطبية الضرورية ، و تعزيز قدرات الفريق الوطني الذي تم توظيفه مؤقتا في المركز. على مدار الشهور الخمسة الماضية ، عقد فريق اللجنة الدولية أكثر من 100 حلقة تدريبة في العناية السريرية و التمريض و الوقاية من العدوى و مكافحتها و مهارات بناء الفريق. بالاضافة الى تدريبات عملية. تعمل اللجنة الدولية بالتعاون الوثيق مع متطوعي جمعية الهلال الأحمر اليمني في حملات التوعية لنشر الممارسات السليمة و الاجراءات الوقائية من فيروس كورونا والالتزام بتطبيقها.
و منذ افتتاح المركز في سبتمبر من العام الماضي حتى نهاية فبراير ، تلقى مئات المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة و متوسطة ، الخدمات المجانية المقدمة، منها الرعاية الطبية و الوجبات و المساعدات الغذائية و مستلزمات النظافة. بالإضافة إلى ذلك ، تمكن المرضى من البقاء على تواصل مع أحبائهم أثناء فترة العلاج في المركز عبر خدمة الانترنت التي تم توفيرها على مدار الساعة.
و جدد مدير البعثة التزام اللجنة الدولية للصليب الأحمرباستمرار دعمها الفني و المالي لمركز الرعاية لعلاج حالات كوفيد-19 في مستشفى الجمهورية بعد تسليمه لوزارة الصحة العامة و السكان في عدن لمدة ثلاثة أشهر. و يتمثل هذا الدعم فيما يلي : 1. لضمان سير الفترة الانتقالية بشكل سلس، سيواصل موظفين دوليين اثنين مختصين في إدارة المستشفيات دعم فريق وزارة الصحة العامة والسكان لمدة شهر واحد حتى نهاية مارس/أذار. 2. ستستمر اللجنة الدولية بدفع الحوافز ل 55 من أصل 100 من الموظفين اليمنيين الحاليين في المركز لمدة ثلاثة أشهر إضافية حتى نهاية شهر مايو 2021. 3. ستستمر اللجنة الدولية في تغطية التكاليف التشغيلية للمركز لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية مايو 2021. 4. سيتم تسليم جميع المعدات و الأدوية و المولدات و الخيام بالاضافة لجهاز الأشعة السينية و أية معدات أخرى في المركز لوزارة الصحة العامة و السكان.
و أوضح أنه على الرغم من تسليم المركز لوزارة الصحة العامة و السكان ، ستواصل اللجنة الدولية تقديم الدعم لاثني عشر مركزا للرعاية الصحية الأولية في محافظاتلحج و الضالع و أبين و عدن و تعز، و التي اقامت مراكز عزل خاصة بكوفيد-19 و ذلك بامدادها بمعدات الحماية الشخصية ، هذا و تستمر اللجنة بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر اليمني في عقد أنشطة هامة في التواصل مع المجتمع لنشر المعلومات الهامة و تتبع الحالة الوبائية مما سيساعد التجمعات السكانية ووزارة الصحة العامة و السكان على الاستجابة و معالجة الانتشار السريع للفيروس بين الأسر و المجتمعات .
و نوّه بأن اللجنة الدولية ستبقى على أهبة الاستعداد لزيادة الدعم للمركز الى ما بعد الشهور الثلاثة ، في حال حدوث موجة ثانية ،عبر الامدادات الطبية و زيادة الطاقة السريرية للمركز، و ادراج المزيد من الموظفين في إطار برنامج الحوافز إذا لزم الأمر.
وانتقل مدير البعثة للحديث عن برامج اللجنة الدولية حيث قال بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر منظمة انسانية ، مستقلة و محايدة ، تسعى للتواصل مع أي طرف من أطراف النزاع في اليمن إن رغب في ذلك. و أضاف يمثل السكان المتأثرون بالصراع القلب النابض لعملنا ، و نبذل كل ما في وسعنا من جهد للتخفيف من تبعات هذا النزاع .
وشدد على أهمية حماية المدنيين الذين لا يشاركون في القتال ، و خص بالذكر حماية النساء و الأطفال و عدم تعريض حياتهم للخطر، حيث أن القانون الدولي يكفل الحماية لهم و للأعيان المدنية مثل المستشفيات و المدارس و دور العبادة. و قال أن برامج المياه و السكن ، و برامج الأمن الاقتصادي و المساعدات التي تنفذها اللجنة الدولية في المحافظات المختلفة مثل عدن ، الضالع ، أبين ، لحج و تعز تهدف الى التخفيف عن المدنيين و مساعدة السلطات في الاستجابة للاحتياجات الملحة.
وذكر السيد عبد الرحمن اسماعيل، بأن مندوبي اللجنة الدولية يقومون بزيارة أماكن الاحتجاز بهدف مراقبة ظروف المحتجزين و المعاملة التي يتلقونها بما يتوافق مع الكرامة الانسانية. و قال بأنه ليس من دور منظمته أن تسأل عن أسباب الاحتجاز كما أنه ليس من دورها المطالبة بالافراج و لكن ما يهم هو التأكد من تلقي المحتجزين بغض النظر عن خلفية وجودهم في الاحتجاز للمعاملة الكريمة و تمكنهم من الوصول للرعاية الطبية حينما يحتاجونها. و أكد بأن اللجنة الدولية لا تقوم بمشاركة تقاريرها مع أي جهة . كما لا تقوم اللجنة بنشر ملاحظاتها أو الافصاح عن فحوى حواراتها الثنائية مع سلطات الاحتجاز. و قال هذا هو أسلوب اللجنة الدولية في العمل في كافة انحاء العالم و استذكر زيارات مندوبي اللجنة الدولية لنيلسون منديلا حيث قال كنا نزور نيلسون مانديلا أثناء احتجازه لما يقارب ثلاثة عقود، بعد الافراج عنه قال مانديلا عن زيارة مندوبي اللجنة الدولية "ما يهم ليس فقط الأمور الإيجابية التي تحققها زيارة مندوبي اللجنة الدولية، و إنما العواقب السيئة التي تمنع وقوعها". نيلسون مانديلا وعرّج مدير اللجنة الدولية على دور الوسيط المحايد الذي لعبته المنظمة في تبادل المعتقلين في شهر أكتوبر من العام الماضي و قال إن حيادية اللجنة الدولية هي ما مكنتها من كسب ثقة جميع الأطراف لإتمام عملية التبادل و التي شملت أكثر من ألف محتجز ممن تم اطلاق سراحهم ، حيث كانت هذه خطوة مشجعة في انهاء معاناة ألف عائلة ، و أتمنى أن تواصل الأطراف جهودها المبذولة للإفراج عن المزيد من المعتقلين في المستقبل.