"الشعوب المقهورة تسوء اخلاقها، وأن الإنسان إذا طال به التهميش يصبح كالبهيمة لايهمه سوى الأكل والشرب والغريزة"-- إبن خلدون. ستة أعوام من الفوضى "الهدامة" تحت البند السابع، جعل اليمن يعاني أسوأ حالة إنسانية لهذا القرن. دمار فقر وجوع وموت.. حول أبناء اليمن إلى أرخص مرتزقة عالميا. أغلب اليمنين يدرك هذة الحقائق بشكل أو بآخر، يعارضها يبررها، وربما البعض يستفيد منها. شارك البعض في صنعها بعنواين وشعارات "وطنية"، نزايد بها على بعضنا البعض. نتهم الآخر بالعمالة والإرهاب، نحتكر الوطنية لأنفسنا دون الغير . لا نريد أن ندخل في التفاصيل لأنها قد تكون مدعاة للمزايدات. باختصار.. الحصار وتعطيل كل أو جزء من مصادر دخل الدولة الوطنية "سياسية الافقار"، جعلت ارتهان البلد أمر حتمي، حول الحكومة والقيادات والشعب إلى قطيع بالتبعية الاقتصادية والسياسية، هكذا تقهر الشعوب. لعل وصف ابن خلدون كيف يصير حال الشعوب المقهورة "كبهيمة لايهمه سوى الأكل والشرب" يبدوا وصفا قاسياً. "أن الشعوب المقهورة تسوء اخلاقها" . لا أعتقد أن هناك أسوء خلقاً من العنصرية والكراهية والتعصب الفكري الذي يجعل الأخ يقتل أخيه لنيل "الشهادة" وبإسم "الوطنية". سقطت الوطنية في وحل المزايدات لمن يدفع أكثر، شعارهم "شي عايشه" بمصطلع المرتزقة السياسيين يسمى"دعم". يَدَّعون بتقاطع المصالح المشتركة، والواقع أنها تبعية ترقى إلى العمالة وربما الإستعمار والعبودية الحديثة. محاولة تجميل القبيح هو تزييف للواقع ينخدع به الجهلة.. وفي اليمن حدث ولا حرج.