رابطة انسانية عظيمة تربط بين شخصين او اكثر بينهم. تقارب فكري واجتماعي وثقافي . تلك الرابطة الانسانية تظفي بظلالها على الافراد بحيث يكون الصديق بالنسبه لصديقة بمثابة الجسد للروح. ان الصداقة بمعناها الانساني تشابه في مضمونها العلاقات الاجتماعية الاخرى الاسرية- -رابطة الدم -المصاهرة بل ان الصداقة. تعد اقواها، لانها قامت بين شخصين لاتربط بينهما علاقات اسرية او رابطة الدم او المصاهرة وانما هي علاقة قامت على اساس المحبة والتفاهم والوفاء والتضحية، تلك الاسس التي بسببها يتحقق الانسجام بين الاشخاص نظراً لقضاء اوقات طويلة فيما بينهم بما يساعد على خلق نوع من التشابه فيما بين الاشخاص سلباً او ايجاباً كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله فلينظر احدكم. من يخالل) ففي الحديث ان الانسان يتاثر بمن يصاحبهم من العادات والطباع سواءً كانت حسنة او سيئة . ان الانسان ينبغي عليه ان يحسن اختيار اصدقائه ،لان حسن الاختيار دليل على فهم الانسان للغير ومعرفة الطباع والخصال الحميدة التي يجب ان يتحلى بها الانسان الذي سيجلس معك لفترات طويلة. كما ان الصداقات انواع كثيرة كصداقة الطفولة او التعليم او العمل او النوادي ...الخ، لكن من بين تلك الصداقات نوع سيئ ، وهي القائمة على المصلحة والنفاق الاجتماعي لتحقيق غرض ليس الا وهذا النوع سرعان ما يتكشف عند تحقيق الغرض منها او زوال السبب التي قامت من اجله. لكن تبقى الصداقة الحقيقية القائمة على الحب والتقدير والاحترام المتبادل هي النموذج الاروع من بين كل تلك الصداقات ، لان فيها من معاني النبل والوفاء والصدق ما يجعلها تمتد لعقود كثيرة من الزمن. كما انه مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت انواع جديدة من الصداقات الوهمية عبر الشات لاشخاص ليس بينهم اي ارتباط واقعي وكل ما يربط بينهم هو التعليقات والاعجابات على صفحات التواصل دون معرفة شخصياتهم الحقيقية. اننا في ظل انتشار المخدرات ينبغي بنا توجيه ابنائنا في حسن اختيار اصدقائهم بما يساعدهم في بناء الشخصية الواعية والمدركة لما يحيط بها من مخاطر. كما ان لوسائل الاعلام دور لايستهان به في توجيه الشباب. في حسن اختيار اصدقائهم باعتبار ان الشباب هم اللبنة الاساسية لبناء المجتمع.