بسم الله الرحمن الرحيم الحديث عن التعليم يعني الحديث في قضيه متشعبه ومعقده يتعذر الالمام بكل جوانبها . وان امكن الالمام بكل جوانبها فأنه يستحيل معالجتها جميعا في مقال واحد . ولكن سنحاول قدر المستطاع ان نتحدث في الاهم والمهم . الكل يعرف مدى اهمية التعليم وقيمته واثره الايجابي والكبير في بناء الانسان والوطن . ومعظمنا في هذه البلد العريقه والاصيله تعلمنا ودرسنا منذ الصغر في المعلامه . هكذا كانت تسمى . ومن ثم احتضنتنا المدارس البسيطه في الجزء الاخير من الخمسينات والستينات وماتلاها . وتحدثنا اننا رغم بساطة المباني المدرسيه كما كان بساطة الزمن الذي كنا نعيشه حينذاك . الا اننا كنا نلمس الدفء في الغرف الدراسيه واماكن الانشطه كما لمسنا الاهتمام بالتعليم وموازيه له التربيه . رغم بساطة الهيكل المدرسي الا انه كان يحوي عقول تحب الوطن وتحب العلم وتتحلى بالتربيه الذاتيه الذي تحصل عليها في الاسره والمجتمع . كما انها تحوي جميع مجالات الانشطه الى جانب الحصص الدراسيه والذي كان لها صدى قوي وتأثير اقوى لدى الطلاب والمعلمون والاداره المدرسيه والاسره والمجتمع . ورغم ان التدريس كان لايتعدى الثانويه العامه او دار المعلمات لكنا كنا نجد حتى خريجي الشهاده المتوسطه لديهم القدرهعلى تربية الاجيال التي بعدها . وبالحصيله التي تم اكتسابها . وكانت شهادة الثانويه العامه بقسميها العلمي والادبي قياسا بالدكتواره والماجستير الحاليين وفي الزمن الاسود الذي نعيشه قرابة ثلاثون عاما . . هي الاهم . لان الشهاده كانت تعطى حسب التحصيل العلمي وماتم اكتسابه . . وليس بشراء شهادات وبحوث. . والعقول خاويه من كل شي . الا الامتلاك للشهاده العليا الذي تحصل عليهابالطرق الغير مشروعه . كان هناك اهتمام بالمدرس على المستوى الداخلي في المدرسه من تأهيل وتدريب وتربيه عامه تكتسب من خلال السلوك اليومي بين طاقم المدرسه . وهذا يعكس نفسه على الجيل الموجود . وتكون المخرجات جميعها واضحه وصادقه ولها اثر فعال في حياة الطلاب واسرهم وقبلهم المدرس والاداره المدرسيه . كانت هناك دورات تدريبيه بين الفينه والاخرى وعلى مدار العام الدراسي للادارات المدرسيه والمعلمون . كان المعلم يشعر بالمسئوليه عن الطالب في المدرسه وخارجها . . ويدرك الطالب مدى هذه المسئوليه من خلال الاهتمام والعلاقه المباشره . ولايقل دور مدير المدرسه عن ذلك باحتواءه طاقم التدريس والاهتمام بهم ومعرفة مشاكلهم وتقديم المساعده في حلها . ومتابعته في عمله للارتقاء به الى الافضل في التعامل والعطاء لجيل يتخرج وهو متسلح بالعلم والمعرفه والتربيه ومفهومها الصحيح . كان هناك فريق توجيه تربوي له دور فعال ومهم في متابعة المعلمين والاعتناء بهم وتوجيههم للعمل بالطرق الصحيحه . والاهم من ذلك كله كانت توجد قياده تربويه تمتلك الكثير من الخبره والمعرفه والوعي والادراك لما يسمى بالعمليه التربويه والتعليميه . وكانت تعنى بامور كثيره في هذا المجال . ومن كان يعيش ذلك الزمان يترحم عليها . وهو يجد انه يعيش في زمن خاوي من كل شيء . . حتى من الملامح البسيطه . وضاع الصرح التربوي الذي تم بناؤه بقوة وعظمه تساوي عظمة الزمن الجميل والتي كنا نحياه في كل مجالات حياتنا . واصبحت العقول خاوية حتى من الصدا الذؤ اختفى وتلاشى شيئا فشيئا عبر هادمي كل جميل وبمعاول صدئه ولكن بتصميم للهدم . واصبحت المصالح الشخصيه فوق كل اعتبار وعلى مستوى الاخلاق والمبادىء والخوف من الله . واصبحت المسكنات التي تعطى للضمير لاسكاته وغيابه كثيره ومختلفه .. وياللاسف كل هذا نعلقه على شماعة اسمها الوضع والحرب والخ .......من اعذار واهيه . اصبحت مدارسنا جدران بارده لايوجد فيها العلم والمعرفه والتربيه . واصبح المعلم لايهمه سوى كيف يطوي المنهاج وبالطريقه التي يريدها ومريحه له .. ومن سيراقب . ومن سيهتم . . وعذره انه مطحون بالحياة المعيشيه التي تعكس سلبا على سير عمله . مع ان هذا العمل هو من اعطاه اسم ولقب ومعاش . وللاسف تناسينا ان هذه المهنه هي ساميه وفوق السمو . وشبه المعلم بالرسول للدور الذي يلعبه في حياة الاخرين . اصبح دور الاداره المدرسيه غير فاعل . باهت . وايضا مستغل الظروف والاوضاع ويفكر كيف ممكن يجمع المال من الطلاب وكانه جبايه . وتحت مبررات ومسميات مختلفه . امور كثيره وان تحدثنا فيها بأريحيه ستأخذ مجلدات . كل هذا والتربيه والتعليم فقد ابسط مقوماته . . وتلاشى كل جميل . بل انتهى من غالبية مدارسنا والذي كانت تعمل بخبرات وكفاءات وحب العمل والضمير الحي الذي يخاف من رب العالمين الذي يرى مالا نراه ويعلم مالا نعلمه . . متناسيين انهم كل ومن موقعه ستتم محاسبته من رب العالمين . . اما المحاسبه على الارض من يحاسب من . . . . . ؟؟؟؟ المدارس الحكوميه تفتقر : - لقياده عليا حكيمه واعيه وذات خبرات عاليه بمعنى التربيه والتعليم ومتطلباتها . لاداره مدرسيه تتحلى بنفس الصفات . لمدرسين بحاجه لتاهيل وتدريب . وصحوة ضمير . ولاتربط العمل بمشاكلها . لمنهاج سلس وبسيط بالمعلومه الهادفه ويتعايش مع الواقع . لوسيله تعليميه هادفه ومشوقه وجذابه . لطاقم توجيه تربوي يحمل مت الخبرات والكفاءات والاخلاص في العمل . للائحه مدرسيه تترجم العمل التربوي والتعليمي والاداري . علينا غسل النفوس بالقيم الصحيحه والمبادىء القيمه . علينا ان ننظر للواقع التعليمي السيءوبكل المقاييس وكيف ممكن تصحيحه كل من موقعه . علينا ان ندرك وبعمق ان الله يرانا ويعلم مافي انفسنا . علينا تربية جيل صالح ونغرس فيه الاخلاق الصحيحه والوازع الديني ونجعله يستفيد من مايتلقاه في المدرسه ويعكسه في واقعه الاسري والمجتمعي . . ويجب توعيته لما يفيده في حياته ومستقبله . علينا اعادة الهيبه للمعلم والاداره المدرسيه . علينا ربط علاقه طيبه مع الاسره لتصب في تربية ابناءها . علينا . . وعلينا . . وعلينا . . . علينا الكثير هذا اذا فعلا اخلصنا في عملنا . لا اطيل . رغم ان الموضوع ليس هين . . ولكن حاولت اضع اهم الامور . وممكن في مقالاتي القادمه التطرق لبعض الامور الضروريه او الحساسه مجزأه . . لتعطي انطباعا اهم واكبر وتكون ميسره خلال القراءه . كلمه اخيره اقولها بمراره ان العام الدراسي والذي هو فصلين دراسيين . . فصل منه يذهب بالاضراب . والاخر ينتهي بالكورونا . . الوباء الذي لايوجد في عدن وانما يوجد في بعض العقول لمارب اخرى . دمتم برعاية الرحمن . الاستاذه / عفيفه محمد سعيد نعمان تربوية متقاعده