مع المناضل عوض سالم سعيد المحوري . هو واحد من مناضلي ثورة أكتوبر وقيادات جبهة التحرير الذين أخذوا على عاتقهم قضية تحرير جنوباليمن من نير الاستعمار البريطاني البغيض . ولد المناضل في قرية فريدة إحدى قرى منطقة آل المحوري من مديرية الوضيع , وفي مدارس الوضيع تقلى تعليمه الابتدائي والمتوسط ثم انتقل إلى عدن لإكمال تعليمه وفي عدن تأثر بالمد الثوري الذي انطلقت شرارته الأولى من ثورة مصر العربية وكان صداه يجلل على مستوى الشارع العربي مما جعل الثوار يتناغمون معه ويستلهمون منه تحركاتهم الثورية .. وهو ما حدا بالمناضل الفذ عوض سالم المحوري أن يلتحق بجبهة التحرير منذ وقت مبكر وكان عنصراً فاعلاً ومؤثراً فيها . يعد المناضل عوض المحوري من أهم وأبرز العناصر الفدائية التي كانت تحظى باحترام وثقة القيادة آنذاك حيث أسندت إليه عدة عمليات فدائية نفذها بدقة متناهية ومهنية عالية ونجاح مبهر . وقد كانت أهم تلك العمليات التي نفذها تفجير مبنى سكرتارية سلطنة الفضلي في زنجبار وهو الذي كان يضم خزنة المال ومكتب الأعمال الإدارية ومقر عمل المندوب البريطاني حيث تمت تلك العملية في مارس 1967م ِ هذه العملية كان لها الأثر الكبير في التسريع في إسقاط مديريات المنطقة الوسطى وكسر جماح الإنجليز الذين اهتزت صورتهم إضافة إلى أنه أعطى زخماً ثورياً قوياً للثوار وكان بمثابة الشرارة التي ألهبت حماسة الثوار وهيجت مشاعرهم وقوت عزائمهم... وهو ما تجلى بوضوح حيث تم التحرك لإسقاط مديريات المنطقة الوسطى كاملة ثم الزحف إلى زنجبار وطرد الإنجليز وإسقاط السلطنات والمشيخات والإعداد والترتيب لبناء مؤسسات الدولة الأمنية والإدارية والمالية وتطبيع الأوضاع بروح الثورة وعبق الجمهورية . وبعد سقوط زنجبار انتقل المناضل مع شبان الثورة إلى عدن ليواصلوا الكفاح المسلح لطرد الاستعمار الإنجليزي من عدن وقد أسندت إليه حينها مهام الاشراف على تنفيذ المهام الفدائية في عدن وحراسة شخصيات قيادية مهمة وذلك لما يتمتع به من شجاعة نادرة وذكاء حاد وسرعة بديهة وخفة حركة وإخلاص للثورة . وقد نفذ تلك المهمة بدقة واقتدار . وبعد طرد الإنجليزي واستتباب الأمور في عدن أسندت إدارة البريد العام الذي كانت له أهمية بالغة في ذلك الوقت ..إلا أنه ولظروف خاصة به رشح لهم شخصاً آخر وتولى هو عمل نائب المدير . سافر إلى عدة دول إلا أنه أطال المقام في جمهورية مصر العربية للدراسة حيث مكث فيها حوالي عامين . ما يحز في النفس أن مثل تلك الشخصيات الوطنية المناضلة والفدائية التي غامرت بحياتها في أدق المواقف وأصعبها وأخطرها... اليوم في سجل النسيان وديوان المهملات . ربما لا يصدق الكثير أن المناضل عوض المحوري يتقاضى معاش تقاعدي لا يتجاوز الأربعين ألف ريالا . ورغم حصوله في منتصف التسعينيات على توجيهات من قبل الأخ نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور وبتعليمات من قبل رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز عبدالغني رحمه الله للحصول على درجة مدير عام إلا أنه لم يجد آذانا صاغية ولم تنفذ تلك التوجيهات رغم تجديدها من قبل الأخ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري وبعد متابعة مضنية من قبل أحد أولاده تفاجأ بأنه تم اعتماد إضافة خمسة ألف ريالا إلى معاش والده فقط مع بداية عام 2020م مع أن التوجيهات واضحة وصريحة تقتضي حصوله على درجة مدير عام . حاليا يرقد المناضل على الفراش تنهش جسمه الأمراض المزمنة ولم يلتف إليه أحد . وإني هنا أوجه مناشدة إلى الأخ رئيس الجمهورية لأن يحظى المناضل عوض سالم المحوري للفتة كريمة من قبله وكذا تسوية معاشة كأقل واجب يقدم له لما بذله من جهد متميز في مسيرة حياته للثورة والجمهورية .