شعب سئم الحروب , واحترق بنارها , وضاق ذرعا من أوزارها , وعاش ذعر مآلاتها , شعب تواق للسلام , متطلع لفرج ان تضع هذه الحرب أوزارها , ليعم السلام في اليمن جنوبا وشمالا والاقليم وتستقر الحياة ويعود والوئام . شعبا الجنوب اليمني , أكثر الشعوب تضررا من الصراع البيني القومي والإقليمي , كان ضحية هذا الصراع , الذي فكك المجتمع , وفخخه الايدلوجيا والطائفية والمناطقية , لتثمر كراهية واحقاد وضغائن , مما راكم ارضه ومجتمعه مآلات هذا الصراع , الذي لازال مسيطرا على العقلية , يزيد من حجم التراكمات والتصدع والشروخ الاجتماعية والسياسية , وصل لمستوى لم يعد بمقدور الناس احتماله , في انهيار واضح للقيم والاخلاقيات , فلا خير في مجتمع فقد قيمه وأخلاقياته . شعبا مكلوم في داخله قهر لا يحتمل , حجم الصراع , وطول فترته ,حصنه من الانهيار والاستسلام , وهو اليوم أكثر توقا للسلام الدائم له و للمنطقة والإقليم , المشوب بالخوف ان الامر خرج عن السيطرة الوطنية , في ظل سيطرة الإقليم على مفاصل الحرب وعملياتها وأدواتها . كل هذا ويبقى الشعب اليمني في الجنوب متمسك بأي بارقة امل تبرز على الواقع , ويتصالح المتخاصمون , ويتسامح الجميع , للبدء بصفحة امل خاليه من ثارات وأحقاد الماضي , إذا التقى الجميع على طاولة واحدة بدون بندقية وعنف يمكن ان يصنعوا سلام الشجعان , شجاعة الضحايا في تجاوز القهر , وشجاعة القوى السياسية في الاعتراف بالخطايا , والإقرار بعدم تكرارها . شعب الجنوب اليمني كجزء من اليمن العمق القومي للعرب , ولسانها العربي الناطق بلغة السلام وعليكم , تنشد السلام والأمان والطمأنينة , مأساة الحرب ثبتت قناعات في عدد كبير من أبناء هذا البلد الأصيل ان دولاب الحكم لا يمكن ان يتحرك ليحق الحق والعدل إلا في ظل سلام دائم , وفي ظل وئام , وتوافق سياسي وفكري , لوطن يستوعب الجميع . سلام دائم يجتث واقع الحرب الجاثمة على كاهل الوطن والمواطن , يفكك تراكمات عشرات السنين من الصراعات والحروب العبثية , سلام دائم يضبط إيقاع الحياة العامة , ويعيد الاعتبار للامة , وتطلعاتها في دولة ضامنة للمواطنة , دولة النظام والقانون الضابط لإيقاع الحياة و المنظم للعلاقات بين الأفراد والجماعات , في دولة ديمقراطية وتعدد سياسي وفكري وثقافي , منضبط بعقد اجتماعي متوافق عليه وملزم على الكبير قبل الصغير . حان الوقت لتلتئم اللحمة الجنوبية , لتكن خير لليمن والمنطقة ,وتلتقي كل القوى السياسية مع شرائح المجتمع , التي حكمت الجنوب في فترة سابقة , والتي لازالت تبحث عن سلطة , او تتزعم فكرة ومشروع جنوبي , كل المهتمين بالشأن جنوبي اليمن , وكل من تسيطر عليه فكرة مرتبطة بمخلفات الصراع البيني منذ ان نشأ , والتصقت في ذاكرته شوائب هذا الصراع , ولازال مصرا على العنف كوسيلة حسم , و الارتهان والتبعية كتحالفات , ليبقى الجنوب ساحة صراع دائم . الفرصة الان مواتية في مؤتمر الصلح ولم الشمل الجنوبي أديس أبابا مايو 2021م , فرصة ليلتقي كل الجنوبين , وهم يحملون هم الجنوب ومستقبله القادم , مستقبل محترم يحترم حق الإنسان في الحياة والاختيار , الإنسان هو وحده المعني بحق تقرير المصير وفق نظام ديمقراطي حر ونزيه , هذا الإنسان المطلوب اليوم ان يعاد له الاعتبار , ويعتذر الجميع على ما حل به طول وعرض فترة الصراع البيني بين القوى السياسية , والأفكار المستوردة , والتحرر من الدعم الخارجي , والارتهان والتبعية للصراعات البينية في الإقليم والعالم . هذا المؤتمر يتبناه نشطاء من ذلك الانسان الجنوبي الذي اصطلى بنار الصراع , وتعرض لشتى أصناف الانتهاكات , فقد ارضه وحقه وماله , وصار مشرد في العالم يبحث عن وطن بديل , قرر اليوم ان يستعيد وطنه بصلح جنوبي , وبدعم جنوبي , مجموعة من النشطاء جمعهم الأستاذ الدكتور عادل باشرحيل بعد جهد جهيد ومضني يشكر عليه , والله الموفق لما فيه خير ومصلحة الانسان في هذه الأرض الطيبة التي وهبها الله بموقع هام وأحاطها برحمته من مصادر الثروة والخير , لو اتفق الجميع على حسن و حكمة إدارة هذه الأرض لأمتد خيرها للمنطقة والعالم . احمد ناصر حميدان