المليونيات هي نبض السلم لقلب شعب في الجنوب نُسمع فيها العالم نهجنا السلمي في حل قضيتنا ونعلن فيها رفضنا التبعية لكل من يريد بنا وبأبنائنا السوء بمحاولة جرنا ألى العنف وحمل السلاح ويوفر للمتربصين بأخطائنا الذريعة لضربنا ، مليونياتنا نلبي فيها نداء العزة والكرامة ونتواجد في الساحات لنثبت أننا شعب حي ينبض بالحرية والاستقلال من حقه ان تكون له دولته وهويته التاريخية كبقية الشعوب المعترف لها بهويتها وجغرافية دولتها . شعب الجنوب له جذور طيبة وأصالة ، أرضة خالصة صافية تكونت طبقاتها المتراكمة على مدى الأزمان من رفاة أجساد جدود عظماء نتوارث منهم هويتنا الجنوبية ، تربته أرتوت بدماء أحفاد رافضين للذل والقهر والانكسار ، سمادها من رفاة شباب ورجال ونساء وأطفال أرواحهم تحلق في سماء الجنوب فرحة مستبشرة بإعلان لحظة الحصاد ولحظة الانتصار لدمائهم الطاهرة .
كلمة لابد أن نقولها قبل الزحف إلى المليونية القادمة لزعماء وقيادات ثورة الجنوب :
عشرون عاماً كنا شعب في الجنوب صابرون على عواقب أخطائكم سلبوا منا السلاح بعد هزيمتكم في حرب 94م نفذتم انتم بعائلاتكم وتركتمونا رهناً في يدي نظام فاسد حاقد جند الإمكانيات والأموال وكل جنود التخلف وأدواته و تلذذ بممارسته لأساليب الاحتلال وأبتكر أساليب القتل والفوضى والتخريب ، كنتم متفرجين على شعب في الجنوب مهزوم مستضعف تم تجريده من سلاح الدفاع عن نفسه يسحق فكريا وثقافيا يهده العوز والذل والقهر ليتنازل لهم عن هويته وتاريخه وحضارته وتراث جدوده ، وحين تركتم مقاعد المتفرجين أتبعنا قولة تعالى (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يفعلون ) و أستبشرنا خيراً بأن يكون لنا ابطال في السياسة يمسكون بيدنا الممدودة المستقوية بالحق ليصولون ويجولون بقضيتنا في المحافل الدولية ويمضون بنا نحو النصر لثورتنا والى المستقبل الآمن لأجيالنا القادمة .. فلماذا أنتم إلى اليوم لازلتم لستم أبطال النصر لثورتنا ؟!!
ولماذا نحن لازلنا نعاني برغم ألاعتراف الدولي والإقليمي بالظلم الذي أستهدف حياتنا بأسم الوحدة ؟.. لماذا لازلنا نحن من يعاني المعانات الحقيقية نموت ونعتقل ونسجن وينكل بنا ،أن كنتم لا تعلمون فعلموا أننا شعب في الجنوب أنتم اليوم من تعبثون بأمننا منكم من يتفرج عن ضعف وقلة حيلة ومنكم من يرتكب بحقنا بأسم مكافحة الإرهاب جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ، تقاتلون على أرضنا الجنوبية فتدك البيوت على رؤوس ساكنيها ونقصف بالطيران ..!! وبجرائم القتل المنظم المقيدة ضد مجهول يغتال خيرة كوادرنا وشبابنا وبجرائم القتل البطيء يميتوننا بشدة حرارة الطقس لنموت قهراً وكمداً من عجزنا في إطار العقوبات الجماعية وحرماننا من حقوقنا المشروعة لأساسيات الحياة الماء والكهرباء ..
نحن اليوم ندرك واقع حجم مأساتنا معكم كفصيلين جنوبيين تحملنا ولازلنا نتحمل عن احدهما تبعات هزيمته و هروبه وسلبيات عودته ومحاولات سيطرته على عقولنا وتفكيرنا وقلوبنا وعواطفنا مستهدفا عوزنا وحاجتنا ليتنازع ولاء شبابنا و هم الأمل لنا في غد أفضل ، فيحول عبرهم دفاعنا عن هويتنا وكرامتنا إلى صراعات ثانوية مفتعلة !! تضعف الروح المعنوية فينا وتوجد الاختلافات والتبعية وتزرع الشك في نفوسنا لتقسى قلوبنا على بعضنا البعض ...!! وآخر ندفع له مقابل انتصاره ثمناً باهضاً تتم جبايته بعتادهم والياتهم العسكرية لتركيعنا باسم وحدة النهب والسلب التي انتصروا لها على حساب أمننا وكرامتنا وهويتنا الجنوبية ..
فماذا أنتم عاملون أيتها القيادات المفترضة !؟ وما الذي تنوون اتخاذه من خطوات جريئة . .؟؟؟ تستعيدون بها ثقتنا فيكم ومصداقية حسن نواياكم وحبكم للجنوب
أرضاً وشعباً ، لتعيدوا لنا السيادة على كامل أرضنا وبحرنا وعلى منابع ثروتنا وتحموننا من الأطماع الدولية والإقليمية والشمالية . وتنتصرون لقضيتنا الجنوبية أنتصارا كاملا لا يكون فيه الانتصار لفصيل جنوبي هزيمة لفصيل جنوبي آخر، بل يكون انتصار لشعب الجنوب بكل أبناءة .
هي دعوة إلى كل أبناء الجنوب : قوة القضية الجنوبية في أننا شعب أثبت أن له صوت واحد وهدف واحد تمكن من فرضه من خلال المليونيات على الساحة الإقليمية والدولية وأوصل به قضيته إلى كل المحافل الدولية وكسب اعتراف و تعاطف الكثير من الدول به وبعدالة قضيته ولكن لازال يبحث إلى اليوم عن كيفية الوصول إلى الحل الآمن الضامن المطمئن لجميع أبناءة ، يتسامح فيه مع الجميع وينتظر المتأخر منهم في الوصول إليه ، حل يقبل فيه توحيد رموز الماضي بكل أخطائهم في شعب وحدته المعاناة وجمعته الساحات على مختلف توجهاته ليتناسون معنا الأحقاد والمكايدات السياسية فلا تجر الأجيال القادمة إلى كراهية وعنف وتناحرات تغذيها صراعات وآفات ماضي دفعنا ثمنه جميعا من أعمارنا قهراً وذل وقلق ومن مستقبل أبنائنا جهل وضياع ، وذنب في حق أنفسنا نتحمله جميعاً كفرنا عنه بدماء شهداء كرام أبرار وجرحى لازالوا ينزفون الوطن الماً ،على واقع ألمه فيهم أعمق من آلام أجسادهم ، فهل كثير عليهم أن نضمد جراح آلامهم بالتنازل عن موقع لقيادة أفتراضية أوسلطة في دولة منهارة أو منصب نحلم أن نصل إليه على أشلاء هؤولاء او مكسب آني نستلمه من هذا او ذاك .
علينا جميعا أن نتوحد بفعل نقف فيه مع الذات وقفة نقول فيها لأنفسنا كفى .. ونتجاوز من عصته نفسه عن تجاوز مصلحة الأنا فيه إلى مصلحة الوطن، ولنتجه كل منا من حيث هو على مختلف توجهاتنا تجمعنا أولاً: هويتنا الجنوبية الجامعة بخصائصها التي توارثناها من أجيال سابقة ومن تراكمات حضارية وثقافية ميزتنا بالسلم والأمان والتعايش والوعي الراقي المنفتح على كل الشعوب والمجتمعات. وثانياً وطن أذنبنا جميعاً بحق بعضنا البعض فيه فتناوبنا قساوة القلوب وزرع الأحقاد والانتقام وإعطاء أنفسنا الحق في لحظات انتصار وهمية بتشريد وإقصاء وتهميش جزء منا من حقهم الوطني ، وهم أخوة لنا ولهم مالنا من حق فيه ، تناسينا في لحظات غضب وأنتشاء أن هذا الوطن حق لكل من أنتسب بآبائه وأجداده أليه ويتسع لكل من ولد فيه أو أحبة وأنتمى إليه ويحتضن كل من لجأ إليه بحثاً عن كرامة وعيش كريم .
عظيم هو الجنوب يشهد له تاريخه فتعالوا نتشارك المسؤولية عن أخطاء الماضي ونتسامح مع أنفسنا ومع الآخر ونتفق على حب الجنوب ونجتمع على محبته و نضحي جميعاً في سبيله ونتعالى على محبة الفرد فنقدم التنازلات لصالح الوطن فنحن جميعنا بحاجة إلى منظومة قيادية عالية الكفاءة والاحترافية تمتلك برنامج سياسي ، تدرس الواقع وتحلل، تضع هدفها تحرير الجنوب واستعادة السيادة على كامل أراضيه قيادة قوية تخطط وتنفذ بالتنسيق والتعاون مع ذوي التخصصات والخبرات، تحمل على عاتقها مسؤولية حماية مصالح كل أبناء شعب الجنوب ..قيادة تمتلك الفكر والحلول لمشاكلنا تتجسد في جسمٍ تمثيلي لقيادة منظمة قادرة نتمكن بها من مخاطبة الإقليم والمجتمع الدولي تستمد قوتها من إرادة شعبها يتجمع في حناجرها صوت الشعب لتصدح به في المحافل الدولية بشفافية ووضوح بعيدا عن الغرف المغلقة ومايحاك بها من تحالفات ومؤامرات مشبوهة من خلف ظهر هذا الشعب العنيد الصابر المثابر .