أن من العجائب والغرائب ما تروج لها وسائل إعلام نظام الاحتلال عن حوارها . ومن العجائب والغرائب إن تكتسبه للشعب الجنوبي الذي تبرء منه كبراءة الذئب ( من دم يوسف ) .
وما هو أغرب وأعجب من ذلك هو أن يصدق ذلك المجتمع الدولي والإقليمي والمندوب الأممي الذي يلامس الحقائق الواضحة على أرض الواقع وفوق ذلك يصر على استمرار معتمداً تجاهل تلك الحقائق المثبوته على الأرض بعدم اعترافها بالحوار المزعوم منذ إنطلاقته الأولى وهو القرار الذي إعلانه الشعب الجنوبي وعلى مراء ومسمع الجميع بما فيهم المندوب الأممي الذي لازال يظن بأنه يسير على هدى في حواره الهزلي لكنه ومجتمعه الدولي سيكشفه في النهاية بأن الشعب الجنوبي لم يكن سلعة يتصرف بها كل من هب ودب ولم يمنح الوصاية لأحد وخصوصا في قضية وطن وهوية وتاريخ .
وكما يعلم الجميع بأن الشعب الجنوبي دفع ثمن حريته واستعادة وطنه وهويته وتاريخه قوافل من الشهداء ولم تكن تلك التضحيات ثمناً لمثل هكذا الحوار يفرض الوصاية عليه بهدف تقديم الضحية للجلاد وعلى ما أظن فأن كل من يظن بأنه قادر على لي ذراع الشعب الجنوبي فهو جاهل وواهم ويظن أن السراب ماء لأنه بالفعل أعمى القلب والبصيرة أو انه عاجز تماماً عن قدرته على مواجهة الواقع السياسي المعقد وظن بأن الشعب الجنوبي وقضيته الوطنية المشروعة يمثلان الطرف الأسهل للي الذراع وهو ما يراهن عليه الحوار المزعوم والقوى التقليدية التي لا تجد مصالحها إلا في الجنوب فقط ولكن فأنه من الواضح بأن راهن تلك القوى يعد اكبر مخاطرة لأنه بالتأكيد سيحتم على الطرف الأخر على المواجه العلنية لتلك القوى المراهنة على فرض القوة لكسب الراهن .
أي ان المراهن الأول هو نظام احتلالي أراد أن يفرض قوته وعنجهية على الطرف الثاني المحتل بهدف إخضاعه وأدلاله كشعب ذليل خاضع مستبعد حيث يصبح من السهل نهب ثرواته وأراضيه وطمس هويته وتاريخه الوطني والخضاري وهنا تتولد المقاومة الشديدة الرافضة للخضوع والإذعان الإجباري كالمقاومة مشروعة تنطلق قواعدها الثورية من واقع مشحون بالمظالم والقهر والاستبداد والتصفيات الجسدية ويتضح من ذلك بأن مخرجات ما يسمى بحوار ستفضي إلى هذه المعادلة الغير متكافئة والغير منصفة بين ظالم ومظلوم ليعتبرها الجميع مخرجات صب الزيت على النار وإشعال فتيل الحرب المصيرية بالنسبة للعشب الجنوبي والتالي سيثبت للعالم بأسره بأن الشمال لا يمتلك الحق في الأراضي الجنوبية وأنه يشن حرباً غير مشروعة على الجنوب ومع ان شعب الجنوب على يقين تام بأنه سينكشف الخطأ التاريخي الذي أرتكبه الحوار في حقه كشعب يناضل من أجل التحرير والاستقلال وبناء دولته الوطنية على ترابه الوطني كحق مشروع لكافة شعوب العالم التواقة للحرية والأنقتاق من قيود الظلم والقهر والاستبداد .