���������������� رائد الفضلي الواقع في عدن لا يحتاج إلى طرح لمنظر أو محلل سياسي ، فأهالي عدن ونواحيها يتكبدون المأسي المتعاقبة بين الحين والآخر على بصيص من الأمل لوقف هذه الحرب فتأتي هذه المبادرة بجوهرها المعنوي للدعوة إلى السلم والسلام ، ولا اعتقد ان أحدا سيرفض ذلك ، مصداقا لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا إلى السلم كافة - - ) ، فما يأمله أهالي عدن من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ، كان ينبغي ان يتضمن اتخاذ خطوات استباقية قبل إعلان المبادرة مع الحوثي في لملمة النسيج الاجتماعي في المحافظة ونواحيها ، وحل الصراع الجنوبي الجنوبي ، وسرعة معالجة الاوضاع المعيشية الصعبة التي فرضتها الحرب ، وتوفير الخدمات الاساسية لخروج الناس من السنيين العجاف التي دمرت كل جميل في عدن ونواحيها فخلاف اليمنيين مع بعضهم ، كفرقاء واحزاب ومناطق ومحافظات ، جعلنا امام واقع مؤلم لربما يعجز المجتمع الدولي في ترقيعه ، وفي تقديري كنت أتمنى من هذه المبادرة وإن لم تسبق بتلك المعالجات الاستباقية التي كان يطمح إليها أهالي عدن ، أن تتقدم من دولة سلطنة عمان بدلا من المملكة ، فربما الحوثي قد لا يراوق في القبول بها ، بحكم ثقل عمان الرائد كوسيط بين الطرفين، فهذه سياسة دول أعيت من يداويها لها ما لها ، وعليها ما عليها وهنا يتسأل المواطن في عدن ونواحيها من المحافظات !!!! ، متى سيفيق ويجد نفسه أمام دولة النظام والقانون ، دولة المؤسسات والخدمات ، دولة الأصل والفصل التي كان يتفاخر بها الفنان بلفقيه في أغانيه ؟!!!! هرمنا كثييير فهل لنا حق في الحياة الكريمة أسوة بدول لم تحمل اسمها في ستينات القرن الماضي ؟!!! وها هيا اليوم تعانق السماء بانجازاتها !!! ونحن شعب يتكلم الجميع باسمنا ، وفي عدن لا نعرف من الأنوار إلا ضوء القمر ، ولا نعرف من المياة إلا مياة البحر فمن سيزرع الحياة لنا ؟!!! ، إذا لا سمح الله عجزت دول الأقليم في إقناع الحوثيين في وقف هذه الحرب وفشل المبادرة ؟!!!