كان الكثير من شرفاء العالم فرحين لهزيمة المتصهين دونالد ترامب لما عاناه العالم من توتر في السياسة الدولية وفي العلاقات مع معظم دول العالم بما فيها حلفاء امريكا التقليديين والتابعين لفلكها وكان يحذو العالم الأمل بان جو بايدن سيطوي فوراً صفحة ترامب وسيعالج كل أخطائه وسيعيد النظر في كل قراراته العنصرية والمتنكرة لتوجهات المجتمع الدولي وقراراته وسيعامل دول العالم باحترام ودون ابتزاز وسيلتزم بتنفيذ الاتفاقات وتطبيع العلاقات مع امريكا كدولة . صحيح انه منذ اليوم الاول لتولية الحكم في 20 يناير 2021م قام ببعض الاجراءات الفورية ليلغي اوامر سابقة لسلفه ترامب نكاية به ولمسح بصماته الشخصية والمشينة بالذات لامريكا كدولة بنظره الا انه الغى بعضها بطريقة التحايل كاستقبال اللاجئين من المكسيكوامريكا اللاتينية واتفاق الملف النووي الايراني وصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية فلم يتعرض لمسالة الاستيطان ولا للاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة امريكا الى القدس . ان سياسة امريكا الخارجية بالذات اصبحت توظف توظيفاً سياسياً وحتى لا اخلاقياً بما ينسجم مع مصالح الكيان الصهيوني ومصالح امريكا وبعض حلفاء امريكا في الخارج . ففي ملف ايران النووي قامت نفس ادارة اوباما بوجود بايدن نفسه بتوقيع الاتفاق في عام 2015م وعند مجيء ترامب للحكم ونزولاً عند رغبة الكيان الصهيوني قام ترامب بالغائه عام 2017م . وفي اتفاق الدوحة في 2020م اتفق ترامب وحركة طالبان على إنهاء الحرب في افغانستان ووقعا اتفاق بينهما وبموجبه ستنسحب امريكا في 1 مايو 2021م من افغانستان ,الا ان مجيء جو بايدن جاء ليلغيه اوليطالب بتعديله نكاية بترامب ولمسح بصمته في هذا الملف كما مسح ترامب بصمة اوباما في قانون اوباما كير. من هنا يتضح بان امريكا واداراتها المتعاقبة ممثلة بالرؤساء لا يمكن المراهنة عليها كدولة او الوثوق بها.. فهي لا تلتزم بالعهود ولا تنفذ الاتفاقات ففي كل مرة تاتي ادارة جديدة تلغي ما اتفق عليه مع سابقتها وهكذا اضحت كل ادارة جديدة في البيت الابيض تلعن سابقتها , واصبحت اداراتها رهينة لحسابات اللوبيات في مجلسي الكونجرس والشيوخ الامريكيين. فنجد امريكا تسعى الى اثارة التوترات بدلا عن اشاعة روح التعاون والسلام فهاهي تتحالف مع اليابان واستراليا والهند ضد الصين وتتحالف مع كوريا الجنوبيةواليابان ضد كوريا الشمالية وتتحالف مع اوكرانيا ضد روسيا وتعيد احياء تحالفاتها مع دول حلف الناتو وتجييشها ضد روسيا ويهاجم بايدن رؤساء وحكام الدول. ومنذ اسابيع فقط كان بايدن يتكلم عن حق التنافس مع الصين ولكنه عاد ليصرح بالامس فقط في مؤتمره الصحفي الاول منذ تولية السلطة في 20 يناير2021م عن ان الصين تطمح لقيادة العالم وان تصبح الدوله الاولى في العالم وان هذا لايمكن ان يحصل في عهد حكمه في تناقض مفضوح مع تصريحاته السابقة. ان امريكا ودول الناتو نسيت مشاكلها المركبة والجائحة التي تدمر اقتصادياها ليركزوا كل همهم على خلق معارك مع الصينوروسيا وكل من يخالف سياسة امريكا والتدخل السافر في الشئون الداخلية للدول ,وعادت تراودها الاحلام لتستمر في توسعها الامبريالي في العالم وفرض ثقافتها وتوجهاتها السياسية وفرض عقوباتها على اي دولة تحت شعارات كاذبة تسميها تنمية الديمقراطية والدفاع حقوق الانسان بينما هم يفصلون الاطفال عن أسرهم ويرعون أعتى الانظمة العنصرية والديكتاتورية في العالم. ان امريكا تائهة وتتخبط وقد غرقت في وحل ازمتها الاقتصادية كنظام شاخ وفشلت في منع الجائحة من حصد ارواح الامريكيين بسبب سياستها الانانية وتفكيرها المادي الذي يضع عافية ودورة الاقتصاد أهم من صحة الانسان, وبسبب طبيعة نظامهاهذا فشلت بينما نجح نظام الصين , ولكي تغطي على فشلها وعجزها اصبحت تبحث عن اعداء في مختلف بقع العالم فتصطنع التوترات وتهيء للحروب وتسعى لادامة الصراعات وخلق الاعداء وهذا من طبيعة استرايجيتها ومن صلب سياستتها منذ مابعد الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم . 26-3-2021