معشر الشعراء والكتاب وعاشقو المناظر الجميلة، لا تستعجلوا في الحكم على هذا المنظر، ولا تستغربوا يا هواة الجمال والشواطئ ولا يغرنكم.... هذه ليست شواطئ ساحل أبين ولا جولدمور ولا الغدير، هذه أعزكم الله (البالوعة المركزية) لمياه الصرف الصحي في خورمكسر، حيث تتجمع مياه الصرف الصحي كاملة فيها، وكلما ضاق بها الحال فاضت باتجاه المساكن كل ثلاثة أيام أو أكثر قليلا أو أقل، وتتحفنا بروائحها الزكية أمام أقدم العمارات في خورمكسر وهي عمارة (رشموندج) جوار ديوان رئاسة جامعة عدن لتكمل ما تبقى من مسلسل الحصار والموت البطيء في سجن كبيييير يسمونه (عدن)، يفتك كل من الفاقة والغلاء والظمأ والغلاء ومختلف الأوبئة بإنسان هذه المدينة على مرأى ومسمع هذا العالم الضال الذي يتسلى بجراحاتنا وعذاباتنا، ولعلكم تلاحظون الطوق المحكم والجزر الصغيرة وسط الماء التي نقفزعبرها، فينجو من نجا ويسقط من سقط، في هذه البحيرة، بغية الصلاة أو التسوق لشراء بعض أقراص من الرغيف الذي هزل جسده هو الآخر وغلا ثمنه. الكهرباء انتهت، والمياه مقطوعة، والغلاء بلغ القمة، وكورونا هي من يتحكم بالمشهد، وموكب توابيت الجنائز لا يكاد ينقطع، والمقابر هي المنجز الوحيد الذي يتوسع ويكبر فطوبى لكم يا حكام البلد ويا من تتحكمون بالمشهد على هذه المنجزات!. من هنا، ومن مثل هذه المناظر ستنطلق جيوش البعوض؛ لتهدي لجيش البائسين الصامتين زوارا آخرين منهم: الملاريا والكوليرا وحمى الضنك والمكرفس وغيرها من الأوبئة، لتنقض على بقية هياكل عظمية أنهكت أرواحها السنون العجاف، من يوم خروج بريطانيا، وسقوط الإمام، وغرتها شعارات لصوص يتزينون بربطات عنق. إليك أيها المحافظ الفدائي لملس، همسة في أذنيك لوضع حل لهذه البالوعة المركزية التي طال أمد المعاناة منها، ولا أظن أن ميزانية الدولة ستعجز عن وضع حل لها؛ لأنها تفيض بشكل مستمر، وتدخل إلى منازل المواطنين لتضاعف الأوبئة في هذا الوقت العصيب، وجزاك الله خيراً.