تنتشر العقود بكثرة في البناء اليافعي القديم من الخارج والداخل، وهي تعود إلى أزمنة قديمة، ولا يخلو منها أي بيت قديم، وتستخدم فيها الحجر بأشكالها المتناسبة مع حجمها ومع الزخارف والنقوش التي تحتويها. وللعقود وظيفتان انشائية وزخرفية، وهي عنصر معماري مقوس، أو عقود نصف دائرية، تعتمد على نقطة ارتكاز واحدة أو أكثر، ويشترط أن تكون أحجارها متجانسة ومتساوية الحجم وأن تكون موضوعة بالتماثل بالنسبة لمحورها الرأسي ويُركب في وسطها حجر رابط هو مفتاح العقد. وتُبنى العقود من حجارة مربعة يتم وضعها على شكل نصف دائرة بمهارة عالية تجمع بين متانة البناء وجمال الزخرفة. ويسمى صف الحجارة المؤقت الذي يحمل العقد (الحمار) حيث يُرصّ فوق خشبة جانبية عريضة توصل بين جهتي الدرج وتُوزن من خلاله فرمة العقد المعقوفة ، ويُثبّت العقد من الأعلى بحجرة صغيرة، تُسمى (المُشحن)، يتم حشوها في الفراغ الناشيء بين بين حجارة الأفاريز في العقود لتثبيت حجارة الأفاريز، وبعد استكمال بناء العقد يُهدم الصف المؤقت (الحمار). وتوجد العقود بشكل رئيسي فوق البوابات الخارجية للبيوت "السدة" أو فوق النوافذ "الطِّوَق" في الطوابق العلوية للبيوت القديمة، وتكثر بشكل خاص داخل الغرف وفوق النوافذ خاصة من الداخل ، ويتفنن البناؤون بوضع خارف وتشكيلات فنية متنوعة في إطار العقد. أما عقود الدرج فإلى جانب وظيفتها الجمالية تقوم أيضاً بوظيفة الأعمدة الخشبية أو تحل محل (السحابيل) الحجرية المستطيلة في تحمل ثقل السقف وضمان متانته، كما توفر مساحة رأسية لسقف الدرج بحيث يمشي الشخص فيها مرفوع الهامة دون حاجة للانحناء. وتُبنى العقود بكثرة في سقوف المساجد، وكذا في خزانات المياه الكبيرة كبديل عن الاخشاب، ذلك لأن الاخشاب سرعان ما تتآكل عند تعرضها للماء فتفقد قوتها وقد تؤدي إلى انهيار البناء، ولهذا يفضل الناس سقف خزانات المياه بالأعمدة والعقود الحجرية، التي لا تتعرض للتسوس أو التآكل، فضلا عن قوتها ومتانتها. في الوقت الراهن أخذت هذه العقود تقل، بل تكاد أن تختفي في واجهات البيوت الخارجية والداخلية، عدا فوق البوابات الرئيسية للبيت (السدة) أو في سقوف سلم "الدّرج"، أما فوق النوافذ فللأسف أخذت تحل محل العقود الحجرية المزخرفة القمرية التي تصنع من الجص والزجاج وغالبا من الألمنيوم بمختلف الوانه.