وأبناء المنصورةوعدن والجنوب عامة يحتفون بالذكرى الأولى للاجتياح الاثم والبربري والعنجهية القاتلة لقتلة الوطن نتذكر جيدا كيف وصل الحقد إلى ذروته بعد ان قهرت المدينة المسالمة العقول المريضة با إفراط القوه ولان أساليب الاستقواء بالمال وشراء الذمم فشلت في كبح جماح الشباب الثائر وزادتهم إصرارا وإيمانا بعدالة القضية التي يناضلون لأجلها . فما كان منها إلا أن اكتسحت المدينة وعمدت إلى إفراغ شحنات الغضب في تدمير الساحة والهجوم على المباني المأوى للمواطنين ونهبت كل ما صادفته قبالها من أدوات بسيطة كان الشباب يستخدمونها لإظهار هويتهم وتاريخ وطنهم . حملات الاعتقالات استمرت طويلا والمداهمات لم تنقطع يوما واحدا والترهيب استمر لأسابيع أصوات الرصاص تكاد تسمع بين كل لحضه ولحضه حتى إن الأطفال ألفوها فقد يلعبوا في الحارات ويتراقصون مع لعلعة الدوشكا والمعدلات ويرددون الله اكبر الشهادة الشهادة شرف في وطننا .
لم يألم أبناء المنصورة مقتل الشهيد الحر شرف محفوظ وهو يمد ذراعيه مانعا الجند من اقتحام حرم منزله دفاعا عن النساء وتركه ينزف إلى آخر رمق أمام والدته وإخوانه حيث إن حظرا ضرب على بوابة منزله حال دون إسعافه ..لم يؤلمهم ذلك فقد نال الشرف الذي سمي به دفاعا عن عرضه . أيضا لم يألم أبناء المنصورة استشهاد الابن الحر محمود الزعيم فقد اكتوى المحتل بنار روحه التي ملئت الساحة ووقف كالسيف فيها مدافعا عن إبداعات زملائه وعلم بلاده الذي رفعه عاليا وصورت هول المشهد القنوات وهو يعتقل مصابا ثم تتم تصفيته وسحله أمام ناضري عدسات المراسلين وزملائه الذين حال السياج المنيع للعربات المدرعة من التقدم نحوه وإسعافه ..
كل هذه المشاهد جبل عليها أبناء المنصورة وأصبحت الضريبة التي تدفع لأجل الخلاص من المحتل ,الا ان الفاجعة التي سلبت الألباب وأذهلت الكل وكشفت عن برابرة العصر وسفاكين الدماء هو اغتيال الشابه مهره في يوم عرسها وهي تسير وتزف إلى عروسها وفي وضح النهار . القائمه طويلة لشهداء المنصورة من اقتحامها مثل هذا الشهر إلى إن استعادتها الشباب الثائرة وأعادت رفع العلم الجنوبي أعلا الفندق المطل على الواجهة الأمامية للساحة الرئيسية للاحتفال ولا تزال المنصورة في محراب الفداء والتضحية تقدم الشهيد فتتبعه بشهيد أخر يوم تشييع الشهيد الأول .
هكذا حال الجنوب والمنصور بالذات يمضي النهار ويكون قد دون في السجل عدد من الشهداء فتستفيق بعد ليل طويل قضته في سجال مع المحتل لتفتح السجل من جديد لتدون شهداء ليلها الفائت ودواليك تستمر روزنامة التضحية والفداء والشهادة .