في إطار زيارته لعدن يوم أمس الثلاثاء أفتتح رسمياً سعادة السفير الأمريكي في اليمن السيد جيرالد فايرستين منارة مسجد عدن التاريخية التي أعيد تأهيلها وترميمها على نفقة صندوق السفير للحفاظ على التراث الثقافي إستشعاراً بقيمة هذا الصرح التاريخي، و قد بدء العمل في المشروع 2011م بإشراف من قبل الجمعية اليمنية للتاريخ والأثار – عدن.
كان في إستقبال السفير بالمنارة د. أسمهان العلس الأمين العام للجمعية الأستاذ المساعد للتاريخ الحديث والمعاصر في جامعة عدن و الأخ فؤاد البريهي مدير مكتب الأوقاف و الإرشاد في عدن وطاقم العمل الهندسي والإشرافي من العاملين في المشروع. وطاف السيد فايرستين في حديقة المنارة وشاهد معرضاً للصور عن وضعية المنارة قبل الترميم وبعدها مع شرح موجز عن تاريخها من قبل د. أسمهان، وحرص سعادة السفير للصعود لأعلى المنارة ومشاهدة بنائها من الداخل.
و صرح السفير الأمريكي للإعلام قائلاً: «أنا سعيد جداً بإفتتاح هذا المعلم، ونحن فخورين بإختتام المشروع ويشرفنا ذلك وهذا تاريخ و ننقله عبر الأجيال، فالمنارة بنيت قبل700 مائة عام، أي قبل أن تطأ قدم أول أوربي أمريكا الشمالية، فتاريخنا متواضع بالمقارنة مع تاريخكم وان دعم مثل هذه المشاريع أمر مفيد لأنه يخص البشرية عامة«.
ومن جانبها د. العلس:« شكرت سعادة السفير على إدراج المنارة ضمن المشاريع التي ينفذها صندوق السفير للحفاظ على التراث الثقافي، وشكرت كل من أسهم في العمل بالمشروع، وأكدت أنهم في الجمعية تخصصوا في توثيق معالم عدن وهو الهدف الرئيسي لنشاطهم للحفاظ على إرث هذه المدينة العريقة ولأجل إعلان عدن محمية تاريخية «.
والجدير بالإشارة أنشئ صندوق السفير للحفاظ على التراث الثقافي من قبل الكونغرس الأمريكي في عام 200م ويقدم منح من أجل الحفاظ على المواقع الثقافية والقطع والمقتنيات الثقافية وإشكال التعبير الثقافي التقليدي مثل الموسيقى والرقص واللغة في أكثر من 130 دولة في أنحاء العالم، وقد ساهمت حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية بأكثر من 275,000دولار لترميم والحفاظ على أكثر من سبعة مواقع وقطع أثرية من التراث الثقافي في اليمن منذ بداية هذا البرنامج.
يذكر أن هذا المشروع أشتمل أولاً على توثيق المنارة في الجوانب الإنشائية والمعمارية والمساحية، فيما أختص الجانب الثاني للمشروع في الترميم وإعادة التأهيل للمعلم وتم إستخدام المواد الأصلية لذلك مثل «الياجور والأحجار والبومس« مع الإستعانة بالأيدي العاملة الماهرة من مدينتي صنعاء و زبيد، و أثناء العمل تم إزالة المواد الإنشائية الدخيلة التي أستخدمت في إحدى مراحل الترميم السابقة،حيث أدخل «الحديد والأسمنت والكري« وهي مواد غير أصلية في بناء المنارة منذ القدم.
وتلخصت المشكلات التي هددت المنارة في إنتشار الشروخ والرطوبة والملوحة في معظم أجزائها، وفي أثناء بدء العمل بالمشروع أكتشف الفريق العامل ضعف أساسات وجدران المنارة و تم العمل على تقويتها وتجديد جدرانها من الطابق الأول حتى أعلاها وكان هذا الضعف سبباً رئيسياً في ميولها وإنتشار الشروخ فيها.
هذا وتختلف المصادر التاريخية حول منارة عدن ويسود في هذا الشأن رأيان، الأول يقول إنها منارة باقية من مسجد قديم تهدم في مرحلة تاريخية معينة، والرأي الآخر يعتبرها فناراً أو برجاً لمراقبة الشواطئ. والمرجح صحة الرأي الأول، فمنظرها العام الخارجي والداخلي يدل على أنها منارة باقية لمسجد تهدم، وتقع في منطقة كريتر قرب ملعب «الشهيد الحبيشي«.