لم تقم شعوب الربيع العربي بإسقاط الأنظمة المستبدة إلا لتحصل على حريتها والعيش بكرامة عبر وضع قرارها بيدها تحت معيار الانتخابات وصندوق الاقتراع الذي يُعبر عن رغبة الجماهير في اختيار من يقوم برعاية مصالحها وحماية حقوقها . حقيقة ما نراه من عدم استقرار سياسي لدول الربيع العربي تسبب في تهالك الحياة ألاقتصاديه والأمنية... لكن ما يجب معرفته بأن عدم الاستقرار امر مفتعل ولم يكن مجرد صدفه او محطة اخفاق غير متوقعه الحدوث .
بل امر مدروس ومخطط له بعناية فائقة فبعد فترة غير قصيرة على سقوط رأس الهرم للأنظمة القديمة نرى ان مؤسسات دول الربيع العربي تعكس تراجع مخيف بل اسوء مما كانت عليه وخالفت طموحات الجماهير التي احتشدت وناضلت من اجل القرار السياسي الذي يخلق الاستقرار .
لو أخذنا الأحداث الواقعه في مصر نجد ان القوى الثورية التي نجحت في اسقاط نظام مبارك فشلت في ترويض أدائها السياسي لوضع اسس جديدة لتكون منطلقا لخلق عقد اجتماعي يوضع من خلاله ملامح الدولة التي ينظم ويُفعل فيه دستور الدولة المصرية .
فعدم التأقلم على الخطوط العريضة للديمقراطية والحنين الى حلبة الصراعات السياسية له اسبابه الداخليه والخارجية بسبب تدفق المال السياسي لمنع أي تقدم قد يحدث اثر ايجابي في معنى التغيير للأنظمة الفاسدة المستبدة .
فما قام نه الجيش المصري في 3 يوليو 2013 من انقلاب عسكري وتجميله بملامح جماهير غاضبه خرجت للشارع لبضعة ايام يجعلنا نحمل سلاح سؤ الظن خصوصا ان الولاياتالمتحدةالامريكية لها اهدافها الاستراتيجية بإشغال المؤسسة العسكرية المصرية في وحل الصراعات السياسية الداخليه بشكل مباشر لتمرير عدد من المشاريع الاخرى مثل اكمال مسلسل تهاوي الجنيه المصري وضرب الاقتصاد المصري وتنفيذ مشروع اسرائيل المتمثل بسد النهضة في الحبشة الذي من شأنه تهديد مستقبل تواجد الكيان المصري عبر انقاص حصة مصر من مياه النيل وغيره من مشاريع تفتيت للدولة المصرية التي لن ترى النور إلا بخلق حالة انفلات وأزمة سياسية طويلة المدى إضافة الى تعطيل مشروع انعاش قناة السويس ذلك الكابوس المرعب لبعض دول المنطقة العربية مع الأسف .
انا لست مدافعا عن سياسية الاخوان بل لقد وقعت جماعة الاخوان في اخطاء استراتيجيه قاتله سهلت من خروجها مبكرا من حلبة الساحة السياسيه بسبب استفرادها وعدم افساح مجال الشراكه السياسية التي كانت احد الاسباب لسقوطها ولكن ليست السبب الرئيسي .
ما حصل في مصر من قبل العسكر لا يعد سوى التفاف على الانتخابات التنافسية التي جرت وتم الإستقواء بأدوات تضليلية خداعية. فكان ينبغي ان يتم انهاء حكم الإخوان بالانتخابات حتى تكتمل ملامح التداول السلمي للسلطة عبر صندوق الانتخابات .
وسأكون صريحا بأن تصرف الجيش المصري قد يدخله في دور نظيره الجيش الجزائري سابقا بسبب انحراف المؤسسة العسكرية عن دورها وخروجها من ثكناتها ومواقعها في المعسكرات الى لعب دور إلغاء نتائج عملية انتخابية شارك فيها الجميع وربحها الإسلاميين .
اخيرا ... الجيش المصري والإخوان هل تكون الغلبة للغة السلاح وتكسير كل منهم للأخر ام للقضاء على حالة عدم الاستقرار والخروج من الازمة السياسية
ام يظل حكم صناديق الاقتراع في مصر مرهون بمدى توفير الحماية المقدمة لإسرائيل .
و التساؤل المطروح في حال أقيمت انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة وقبلت بها جميع الاطراف ... ماهي الضمانات الكافية لاحترام نتائجها وعدم تكرار ما حدث ؟