رغم التعثر الطارئ في فعاليات مؤتمر الحوار الوطني، الرئاسة اليمنية على الشروع بتلبية مطالب مكونات الحوار الوطني في تنفيذ مبادرة النقاط ال20 المقرة من المجلس الوطني لقوى الثورة والنقاط ال11 المقرة من فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني . وأمر الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، بتنفيذ بنود المبادرتين استناداً إلى القرارات والتوصيات الواردة في تقرير ونتائج توصيات المرحلة الأولى لمؤتمر الحوار الوطني الشامل .
وجاء في توجيه هادي للحكومة الذي تلاه أمام الجلسة الختامية للجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الشامل نائب رئيس المؤتمر عبدالكريم الإرياني، الدعوة للعمل على سرعة تنفيذ ما لم يتم تنفيذه حتى الآن من النقاط ال20 التي أقرتها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار، والنقاط ال11 التي أقرها فريق القضية الجنوبية على أن تتولى الحكومة البحث عن التمويل الكافي للاستحقاقات المترتبة على التنفيذ وذلك عملاً بما ورد في الفقرة (27) من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية .
وتشمل مبادرة النقاط العشرين مطالبات أكدت على استمرار التواصل الجاد مع كافة مكونات الحراك السلمي الجنوبي في الداخل والخارج ودعوتها للمشاركة في الحوار، وتوجيه اعتذار رسمي للجنوب من قبل الأطراف التي شاركت في حرب صيف 94 واعتبار تلك الحرب خطأ تاريخياً لا يجوز تكراره، وإعادة الموظفين الموقوفين والمحالين قسراً إلى التقاعد والنازحين في الخارج إلى أعمالهم ومعالجة الأوضاع الوظيفية والمالية لمن فقدوا وظائفهم نتيجة خصخصة المؤسسات العامة بشكل غير سليم بعد تلك الحرب .
كما دعت مبادرة النقاط العشرين إلى إعادة الممتلكات والأموال التي تم الاستيلاء عليها بعد حرب صيف ،94 ووقف إجراءات البسط والاستيلاء على الأراضي، واستعادة ما صرف منها بدون وجه حق، وإحالة المتسببين في ذلك للمسائلة القانونية، وإطلاق سراح المعتقلين كافة على ذمة الحراك السلمي الجنوبي .
وشملت مبادرة النقاط ال11 مطالبات بإدانة الفتاوى التكفيرية التي صدرت بحق أبناء الجنوب في حرب عام 1994 وإحالة المتهمين فيها للقضاء، ورفع المظاهر العسكرية المستحدثة في شوارع وأحياء محافظة عدن وحضرموت، والوقف الفوري للعنف أيا كان مصدره ضد فعاليات حقوق التعبير السلمي، والإفراج عن المعتقلين السياسيين على ذمة الحراك الجنوبي السلمي .
كما طالبت المبادرة بالوقف الفوري لصرف الأراضي في محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية، ومعاملة شهداء وجرحى الحراك السلمي الجنوبي كأمثالهم من شهداء وجرحى الثورة .
وكان مؤتمر الحوار اليمني قد أقر النتائج والتوصيات التي خلصت إليها المرحلة الأولى من الحوار بعد تعذر إصداره ليومين متتالين جراء احتدام الخلافات بين الأعضاء حول العديد من المضامين التي حوتها مسودة التقرير الأولية .
وأشار التقرير إلى أن الفرق عملت على مدى ما يقارب من سبعين يوماً ومن خلال نقاشات مستفيضة بروح توافقية توصلت إلى نتائج إيجابية بالرغم من كل التباينات والاختلافات .
كما اعتبر التقرير أن مؤتمر الحوار وصل إلى منتصف الطريق منهياً المرحلة التشخيصية ومدشناً أهم مراحل مؤتمر الحوار التي سينتج عنها الموجهات التي ستؤسس لمعالم اليمن الجديد .
وأوضح أن المرحلة الأولى من المؤتمر تميزت بأنها أقامت جسور تواصل بين المشاركين من المكونات السياسية والاجتماعية، محققة تقارباً لوجهات النظر لما فيه المصلحة العامة .