تشهد أسواق المدن اليمنية إقبالاً متزايداً على شراء السلع في شهر رمضان، خصوصاً بعد أنباء عن توجه حكومي إلى رفع الدعم عن بعض السلع. وعلى رغم استمرار الضائقة الاقتصادية، لا يزال الاحتفاء بشهر الصوم تقليداً راسخاً لدى مختلف الطبقات الاجتماعية التي يزداد استهلاكها خلاله. وتزدحم أسواق صنعاء بالمتسوقين خصوصاً النساء، ولوحظ أن بعض الأسر تشتري كميات كبيرة من السلع وذلك بعد تردد أنباء عن اعتزام الحكومة إقرار «جرعة» جديدة، ويقصد بها رفع الدعم الرسمي عن بعض السلع مثل المشتقات النفطية، ما يؤدي الى رفع اسعار السلع والخدمات على أنواعها. وذكرت أم رمزي التي كانت تحمل كيساً كبيراً أمام سوق تجاري، أنها أنفقت موازنة المنزل لهذا الشهر على شراء احتياجات رمضان تحسباً لارتفاع الاسعار. وثمة عائلات بدأت منذ الآن شراء ثياب عيد الفطر تحسباً للأمر نفسه. ومن العادات اليمنية في استقبال رمضان طواف الأطفال في أحياء المدن مرددين أغاني شعبية تعبّر عن ترحيبهم بالشهر الكريم وفرحهم به. وهناك بين الصبية من يشعل إطارات السيارات المعطلة كنوع من الاعلان عن حلول الشهر، ويُعتقد أن هذا الطقس يعود الى الازمنة القديمة عندما كانت النار تستخدم وسيلة إعلان عن حدث. ويمثل رمضان مناسبة للابتعاد من بعض السلوكيات، خصوصاً تعاطي القات، والتزام طقوس خاصة. وإضافة الى المظاهر الفردية مثل تربية اللحى وأداء شعائر الصلاة بالنسبة إلى غير المتدينين، تزدهر الحياة في شوارع المدن وتستمر الحركة حتى الصباح خلافاً لبقية ايام السنة حين تتوقف الحركة قبل منتصف الليل. وأتى رمضان هذا العام في أجواء تحسن الوضع الأمني، ما يتيح استئناف بعض العادات الرمضانية مثل الخروج في اوقات العصر الى ضواحي المدن للتنزه، فيما يظل انقطاع التيار الكهربائي المشكلة المزمنة التي تؤرق اليمنيين خصوصاً سكان المدن الساحلية حيث تتجاوز درجة الحرارة احياناً 40 درجة مئوية. *من صنعاء - علي سالم
