محمد عبده زيدي: غنوه عنوانها الوفاء كلمة حب للفنان الكبير محمد عبده زيدي ذكرى رحيله الثامنة عشر اليوم تطل علينا الذكرى الثامنة عشرة لرحيل الفنان الخالد محمد عبده زيدي ، يصادف يوم رحيلة اليوم26/ديسمبر من كل عام ، حيث توفي في العام 1993م عن عمر ناهز التاسعة والأربعون عام حيث ولد الفنان الجميل في حوطه لحج في 1944م.أستقر في حافة القاضي ودرس في مدرسة بازرعة عام 1955م. المهندس : محمد عبده زيدي ومن خلال قسم الموسيقى لمدرسة بازرعة الابتدائية أستطاع أن يجد نفسه ُ مع أولى خطوات العلاقة مع الفن والموسيقى . تحت رعاية الموسيقار يحي مكي والفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم . كان يجيد العزف على الآلات النحاسية والوترية وآلة النفخ .في عام 1961م قاد الفرقة الموسيقية الحديثة ، التحق بدراسة الاتصالات السلكية واللأسلكية في القاهرة عام 1964م وهناك وجد فرصة سانحة للنهل من معين مصر الفني وتأثر بكبارها من الفنانين الذين وجدوا فيه قدرة فائقة على التعامل مع الموسيقى وكان نتاجها أول تجربة في التلحين بأغنية "أيام تمر وتدور"للشاعر محمد عبد اللهبامطرف . عندما عاد إلى الوطن عمل مهندساَ لاسلكياَ في خطوط عدن الجوية "باسكو".تم أنتقل إلى العمل في الإذاعة مهندسا للصوت ثم مخرجا ومشرفا عاما للموسيقى في الإذاعة والتلفزيون ثم رئيساَ لقسم الموسيقى غنى من الحانة الفنانة الراحلة رجاء باسودان وصباح منصر وأسمهانعبد العزيز والفنانة كفى عراقي والفنان عصام خليدي والراحل جمال داود ومحمد خميس والراحلة منى همشري والفنان نجيب سعيد ثابت . ثم عمل مستشاراَ بوزارة الثقافة فرع عدن . كان منكسرا يرفض الانهزام هذا الفنان كان سعيدا رغم انكساره ولكنه كان يرفض كلمة الانهزام حيث عبر عن ذلك بقوله (لست منهزما ولكني منكسرا ) رغم كل العسف والظلم غنى للسعادة لم يكن بذلك يغني لفردوسه المفقود بل كان يصنع حوله الحياة بالحب والتواصل المستمر مع الأخرأحب الناس بطريقه عميقة وأحس بالسعادة كما لم يشعر بها احد ، وأحب المرأة كما لم يحبها احد ، لهذا حين غنى السعادة قرنها بالمرأة وشعر معها الشاعر (الخضر) انه قطع حبلها السري بها وأصبحت كما تغنى بهذا الشجن النبيل .نقتطف منها هذه الأبيات : السعادة ذقتها في قربك أنتي والحنان والعطف والأفراح أنتي حتى أمسي وعذابي كله باتمحيهأنتي يا حياة أمسي ويومي ياحياة بكرة وبعده ياحياةالعمركله يا حياتي وياحياتي الى ان يقول في نهايتها : غنوه حلوة ..غنوه عنوانها الوفاء غنوه تمسح كل دمعة ..من عيون الأشقياء
أضاف الزيدي شجنا إلى اللحن والكلمات ولنا أن نتخيل الجدول العذب من الأغنيا هي ينابيع أغنياته المتدفقة عاطفة لا نهاية لها مثل :أغنية (وراسك) وراسك أنتأول حب أنا أخلص له من قلبي وأشعر به بأنه حقيقة مش أوهام تلعب بي كفاية ما لعب بي الوهم وخلانا أعيش في عذاب قال عنه الشاعر الكبير مصطفى الخضر الذي شكل ثنائيا معه في الفن والحياة وتقاسم المشاعر : "برغم أن الفنان عندما يغني إنما ينقل من خلال الكلمات مشاعر قائلها إلا إنأداء الفنان الراحل الزيدي أضاف لها شجناَ وإحساسا خارجاَ من أعماق ذاته كفنان مرهف الإحساس "
ثنائية مع الخضر *ولهذا ربما جاءت عبارة الشاعر الخضر "جف مداد قصائدي بعد رحيل العملاقين محمد عبده زيدي وأحمد قاسم" تأكيداَ على مدى مشاركة الشاعر والفنان في ترجمة الأحاسيس. تميز الفنان الزيديبنكهته الخاصة في اللحن والأداء في زمن العمالقة الكبار في الفن اليمني والعربي حيث نافس ذاته من حيث الأغاني العاطفية والوطنية أذاماعدنا إلى أغانية الملحمية عن حصار السبعين يوما الذي يقول مطلعها : " عانقته ... أقسمت أن أهديةأكليلآ على ثراه " وأغنية: "ياجميلةوالضفائر تبن وحسان " ياكحيلة والحواجب مخا وعمران ياكعيبة والكواعب صبر وشمسان ياضحوكة والمباسم تعز وبيحان سنجد ذلك التميز المبدع الذي لم يلق حظه من التبجيل الذي يستحقه . ولعل الفنان مصطفى خضر الله يعطيه طول العمر"فقدانكثير" للراحل الذي رحل مبكرا ويحمل في جوانحه" أغلى حب"، رحل آخدا معه نشوة "السعادة" لكن الخضر كان "عارفا بظروف" الزيديالإنسان المنكسر رغم انه "لم يعلنها صراحة" إلا انه قرأها في في حشرجات صوت الفنان " عتاب" يرسلها لكل شخص عاصره وعاش معه لحظةأو "كلمة حب" فنان عاش أصناف الحب ليصطفي "أغلى حب" بالرغم من ذلك اخذ ينتظر ذلك الحبيب الذي يصطفيه ب"براعي لك" بهذه الثنائية امتزج الشاعر والفنان المؤدي معا لينتجاإبداعا لن يموت . كبرياء على الصعيد الشخصي يتميز الزيديكإنسان بعاطفة جياشة وقلب منفتح على الآخرين أستطاع أن يتخطئ الإعاقة الجسدية بقدرته على الإنجاز المتميز بالروعة حيث تميز بالرصانة والتدقيق في عمله في أجازةالأعمال الغنائية عبر الإذاعة والتلفزيون ، ويتسأل الكثيرون عن السبب الذي يقف وراء عدم جمع أعماله الفنية في كتيب خاص أو نشر أعمالة الموثقة في الانترنيتعازين السبب إلى عدم وجود جهة تهتم بإرث هذا الفنان العملاق .وفي الأخير منح هذا الفنان أرضية فأستكثر العلوج من المتنفدين عليه ذلك فرحل تاركا لهم غبار الأرض بكل كبرياء .