بات كل الوطن العربي في خطر . معظم الدول العربية دخلت حزام النار . الأوراق باتت مكشوفة، والوجوه عارية بلا مساحيق . الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها “الإخوان” والتنظيمات التكفيرية المتطرفة حوّلت الإسلام إلى عباءة تتدثر بها لتنفيذ أجندات مشبوهة، تستهدف تدمير الدول العربية ومؤسساتها وبناها التحتية وجيوشها، وتمزيق وحدتها الوطنية وإثارة النعرات المذهبية والطائفية لجرّها إلى اقتتال طائفي لا يُبقي ولا يذر .
المجموعات الإرهابية التكفيرية خرجت من أوكارها، وحملت راياتها التي تحمل اسم الإسلام، وراحت تثير الفتن وتحوّل الشوارع إلى ساحات للقتل العشوائي من دون تمييز، فالكل عندها كفرة يستحقون القتل، يستبيحون كل المحرمات من دون ضوابط أخلاقية أو إنسانية، ونصّبوا أنفسهم وكلاء لله على الأرض، وراحوا يصدرون الفتاوى خارج المؤسسات الدينية الشرعية وضوابط الفتاوى والتشريع، وبما يتنافى مع الرسالة السماوية والسنّة النبوية الشريفة، ويزوّرون ويرتكبون المعاصي باسم الدين الحنيف .
هؤلاء شوّهوا الدين الإسلامي، واستعادوا أيام الجاهلية وممارسات الخوارج، وصارت كل أفعالهم تصب في المشروع الصهيوني - الأمريكي، لتدمير الأمة وتفتيتها وإضعاف مناعتها وتركها فريسة للأطماع والمصالح الإقليمية والدولية .
إن ما تشهده مصر والعراق وتونس وليبيا واليمن ولبنان وغيرها، من إرهاب منظم على أيدي هذه المجموعات التكفيرية يستدعي استنفاراً عربياً وإسلامياً على كل المستويات من جانب رجال الدين خصوصاً، والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني لاستعادة الإسلام وتحريره من أيدي هؤلاء الذين اختطفوه، وإعادته إلى حقيقته دين محبة وسلام وعدالة ومشاركة وتلاحم وسماحة ووسطية .
هذه المهمة يجب أن تكون عاجلة وبأقصى سرعة، لأن الأمور خرجت عن قدرة التحمّل والانتظار، بعدما باتت المجموعات التكفيرية تهدد كيان ووجود الأمة من خلال حروب أهلية بدأت تطل برأسها ولا يجوز التغاضي عن مخاطرها الداهمة .
أجل، الإسلام بات مخطوفاً، ويستخدم بما يتنافى مع روحه وقيمه، ما يستوجب سرعة التحرّك لتصويب الأمور قبل أن تغرق كل المراكب .